وفي حديث أبي الحسن ( عليه السلام ) : « مَن رَبَطَ فَرَساً عتيقاً مُحيت عنه ثلاث سيئات في كلِّ يوم وكُتِب له إحدى عشرة حَسنة » [1] .
الرباط والمرابطة : ملازمة ثغر العدوّ ، وأصله أن يربط كلّ واحد من الفريقين خيله ، ثمّ صار لزوم الثغر رباطاً ، وربّما سُمّيت الخيل أنفسها رباطاً [2] .
وفي الحديث : « إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط » . والرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو بالحرب ، وارتباط الخيل وإعدادها ، فشبّه ما ذُكِر من الأفعال الصالحة والعبادة بالرباط ، بمعنى أنّ هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفّه عن المحارم [3] .
[ ربع ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « أطول مِن المَرْبوع » [4] .
مربوع : من قولهم : رمحاً مربوعاً ، لا قصيراً ولا طويلاً [5] .
ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « تزوّج عَيْناء عَجْزاء مَرْبوعة » [6] . والمرابيع من الخيل المجتمعة الخلق [7] . والربيع : رابع الفصول الأربعة ، ومنه قولهم : ربع فلان وارتبع : أقام في الربيع ، ثمّ يُتجوّز به في كلِّ إقامة وكلّ وقت حتّى سُمّي كلّ منزل رَبعاً ، وإنْ كان ذلك في الأصل مختصّاً بالربيع [1] . ومن هذا يفسّر ما جاء في حديث أُم سلمة إلى عائشة : « اجعلي حِصْنَكِ بَيْتكِ ورباعة السِّتر قبركِ » [2] . الرَّبْع : الدار بعينها . ورِباعة الرّجل : قومُه . ويقال منه : الناس على رَبِعَاتهم ورِباعَتِهم ، أي على استقامتهم [3] . تعني اجعلي ما وراء الستر من المنزل قبرك . ومعنى ما يُروى : « ووقاعة السِتْر قبرك » موقعه من الأرض ، إذا أرسلت [4] . ولكون فصل الربيع أحمد الفصول ويكون فيه النَّور والأزهار والنشاط ، استعار منه عليّ ( عليه السلام ) في وصفه للقرآن بقوله : « ربيع القلوب » [5] .
وباعتبار وضع الحدود وكبح جماح الشرِّ