لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم . ومنه الحديث : « يسعى بذمّتهم أدْناهم » أي إذا أعطى أحدُ الجيش العدوّ أماناً جاز ذلك على جميع المسلمين ، وليس لهم أنْ يُخفروه ، ولا أن يَنْقُضُوا عليه عهده [1] . وباعتبار العهد والأمان قال عليّ ( عليه السلام ) : « اعْتَصِمُوا بالذّمَم في أَوْتَادِها » [2] . واستعار لفظ الأوتاد لشرائط العهود وأسباب إحكامها كأنّها أوتاد حافظة لها . وأراد امتنعوا من سخط اللّه وعذابه بحفظ الذمم في أوتادها [3] .
[ ذهب ] في دعاء عليّ ( عليه السلام ) للاستسقاء : « ولا شَفَّان ذِهَابُها » [4] .
الذِّهاب : الأمطار الليّنة [5] . وواحد الذِّهاب الذِّهْبَةُ ، بالكسر ، وهي الأمطار الضعيفة .
قال الشاعر :
وذي أُشُر ، كالأُقحوان ، تَشُوفُه * ذِهابُ الصَّبَا ، والمُعصِراتُ الدوالحُ والذهاب : السيرُ والمرور ، والمذْهَبُ : المتوضأُ ، لأنّه يُذهَبُ إليه ، وفي الحديث : « أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) كان إذا أراد الغائط أبعد في المذهب » .
وهو مفعل من الذِّهاب ، قال الكسائي : يقال لموضع الغائط : الخلاء والمذهب والمرفق ( 1 ) . ومنه الخبر : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذا أراد الحاجة وقف على باب المذهب ( 2 ) . والمذهبُ : المعتقد الذي يُذهب إليه ، وذهب فلانٌ لِذَهَبهِ ، أي لمذهبه الذي يذهب فيه . والذهب : التبْر ، القطعة منه ذَهَبَةٌ ، وعلى هذا يُذكّر ويؤنّث ( 3 ) .
ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فبعث من اليمن بذُهَيبة » هي تصغير ذَهَب ، وأدخل الهاء فيها لأنّ الذهب يُؤنّث ، والمؤنث الثلاثي إذا صُغّر أُلحق في تصغيره الهاء ، نحو قويسة وشُميسة ، وقيل : هو تصغير ذَهَبة على نيّة القطعة منها ، فصغّرها على لفظها ( 4 ) .
وجاء في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « لو أراد الله سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كُنُوزَ الذهبان . . لفعل » ( 5 ) .
هو جمع ذَهَب ، كبَرَق وبِرْقان . وقد يُجمع