ولا يخبطه غيره [1] . وقولهم : قد داهن فلان فلاناً ، معناه أظهر له ما أضمر غيره [2] .
[ دور ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف الطاووس : « تَخال قَصَبهُ مَدَارَى من فضّة ، وما أُنبتَ عليها من عَجيب دَاراته وشمُوسِه خَالِصَ العِقْيان وفِلَذَ الزَّبَرْجَدِ » [3] .
الدَّارَة والدائرة ، كلاهما : ما أحاط بالشيء . والدَارة : هي دَارةُ القمر التي حوله ، وهي الهالَة [4] . وجاء استعمال الدارة على المجاز والاستعارة لما في جناح الطاووس من نقوش وتدوير وضعتها ريشة الخالق جلاّ وعلا . والدارُ : اسم جامع للعرصة والمحلّة والبناء . وكلّ بناء مرتفع دارةٌ ، وجمع الدار دِيَرةٌ ودور وديار . وتديّرتُ : أي تبؤأتُ داراً . والدارُ : القبيلة ، يقولون : ما في بني فلان دارٌ أفضل من دور بني فلان [5] . وكنّى عليّ ( عليه السلام ) بالدار عن الدنيا في حديثه مع الخوارج بقوله : « قد طوّحت بكم الدار » [6] ، لأنّ الدنيا هي التي رمت بهم المرامي عن رحمة اللّه [7] ، وباعتبار الحي والقبيلة يفسّر الحديث : « ما بقيت دارٌ إلاّ بُني فيها مسجد » أي قبيلة [1] . والداريُّ : العطّار ، قالوا : نُسِبَ إلى دارين : موضع تُرْفَأُ إليه السُّفُنُ التي فيها المسك وغير ذلك [2] . ومنه الحديث : « مَثَلُ الجليس الصالح مَثَلُ الداري » [3] .
ومنه جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) أيضاً في وصف جناح الطاووس : « كأنّه قِلْعُ داريٍّ » [4] .
أي شراع منسوب إلى هذا الموضع [5] . والدائرة : الهزيمة والسوء . يقال : عليهم دائرة السوء [6] . ومنه قوله تعالى : ( يَتَربّصُ بِكُم الدوائرَ عَلَيهم دائِرة السَّوْءِ ) [7] .
وباعتبار الهزيمة والفزع في الدائرة جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) أصحابه بقوله : « إذا دَعَوْتُكُم إلى جِهاد عَدوّكم دَارتْ أعْيُنُكُم ، كأنّكم من الموت في غَمْرَة » [8] .
وجاء في حديث علي ( عليه السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « دَوَّارٌ بطبّه » [9] . دوّار بطبّه ، لأنّ الطبيب