« دَهَمِتْه فَجَعَات المنيّةِ في غُبّر جِمَاحه وسَنَن مِرَاحهِ » [2] .
الدُّهَيْماء والدَّهْماء : الداهية ، والدهماء : الفتنة السوداء المظلمة ، والتصغير فيها للتعظيم . وكلّ ما غشيك فقد دَهَمك ودَهِمك دهْماً ، قال ابن السكّيت : دَهمهم الأمرُ يَدْهَمُهُم وَدَهِمَتْهم الخيل ، قال : وقال أبو عبيدة : وَدَهَمهم ، بالفتح ، يَدْهَمُهُم لغةً [3] .
ومنه حديث حذيفة حين ذكر الفتنة فقال : أتتكم الدُّهيماء ترمي بالنَّشف ثمّ التي تليها ترمي بالرَّضف . والدُّهَيْم : الداهية ، يقال : إنّ سببها أنّ ناقةً كان يقال لها : الدُّهيم ، فغزا قوم قوماً فَقُتِل منهم سبعة إخوة فحُملوا على الدهيم ، فصارت مثلاً في كلِّ داهية وبلية .
والنشف حجارة سود على قدر الأفهار كأنّها محترقة قالها الأصمعي ، وقال أبو عمرو : هي التي تُدلك بها الأرجل ; وأمّا الرَّضْفَ فإنّها الحجارة المُحْماة بالنار أو الشمس ، واحدتها رضَفة . وواحدة النشف نشفة . ويقال في النشفة في غير هذا الحديث : إنّها الخرقة التي ينشّف بها ماء المطر من الأرض ثمّ يُعصر في الأوعية [1] . وباعتبار السواد يقال : فرس أدهم ، وبعير أَدْهم وناقة دَهْماء ، إذا اشتدّت وُرْقَتُهُ حتّى ذهب بياضه ، وشاة دهماء : خالصة الحُمْرة ( 2 ) . ومن هذا جاء وصف الأفراس التي أهداها علي ( عليه السلام ) للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « أدْهَمُ بهيم » ( 3 ) .
وقد يُعبّر عن الدّهمة بالخضرة إذا لم تكن كاملة اللون ، وبالدهمة عن الخضرة الكاملة اللون ، وذلك لتقاربهما في اللون [4] .
[ دهن ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ولَعَمري ما عليّ من قِتال مَنْ خَالف الحقَّ ، وخَابَطَ الغَيَّ ، من إدْهَان ولا إيَهان » [5] .
الإدهان : اللين والمصانعة [6] . ومنه قوله تعالى : ( وَدُّوا لو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُون ) [7] .
والإيهان من الوهن ، وهو مصدر أوهنته ، أي أضعفته ، ويجوز وهنته ، بحذف الهمزة .
وخابط الغيّ : كأنّه جعله والغيّ متخابطين ، يخبط أحدهما في الآخر ، وذلك أشدُّ مبالغةً من أن تقول : خبط في الغيّ ، لأنّ من يَخْبط ويَخْبطه غيره يكون أشدّ اضطراباً ممّن يخبط