المرأة الحَسْناء في منبت السوء » [1] .
الدِّمْن : البَعَر ، ودمّنت الماشية المكان : بَعرَت فيه وبالت . والدِّمْن : ما تلبّد من السِّرقين وصار كِرْساً على وجه الأرض . والدِّمن جمع دِمْنة ، والدِّمْن اسم للجنس مثل السّدْر اسم للجنس ( 2 ) . وإنّما جعلها خضراء الدِّمن تشبيهاً بالشجرة الناضرة في دِمنة البقرة ، فمنظرها حسن أنيق ومنبتها فاسد ( 3 ) . والدمنة في غير هذا الذُّحْلُ ، ويقال لها : المباءةُ أيضاً ، ومنه الحديث عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال له رجل : « أأصَلِّي في مباءَة الغنم ؟ قال : نعم » ( 4 ) .
والذَّحل : هو الحقد والعداوة وجمعه أذحال وذحول ( 5 ) . ويقال للحقد المدمِّن للصدر : الدِّمنة ، والجمع دِمَن ( 6 ) . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « قد اصْطَلَحْتُم على الغِلِّ فِيمَا بَيْنَكُم ، ونَبَتَ المرعى على دِمَنِكُمُ » ( 7 ) . وقيل : لا يكون الحقد دمنة حتّى يأتي عليه الدهر وقد دَمِن عليه ، وقد دَمِنَت قلوبهم ، ودَمِنت على فلان ، أي ضغنت . وأصلِ الدِّمن ما تُدَمّنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها ، أي تُلبِّده في مرابضها ، فربّما نبت فيها النبات الحسن النّضير ( 1 ) .
والدَّمان والدَّمال ، بالفتح : فسادُ الثمر وَعَفنه قبل إدراكه حتّى يسوادّ ، من الدِّمن والدِّمال وهما السرقين . ومنه جاء الخبر : أنّ الناس كانوا يتبايعون الثمار قبل أن يبدو صلاحُها ، فإذا جدَّ الناس وحضر تقاضيهم قال المبتاع : قد أصاب الثمرَ الدَّمَانُ وأصابه قُشَام ، فلمّا كثرت خصومتهم عند النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال : « لا تبتاعوا الثمرة حتّى يبدو صلاحها » . والقُشام : انتفاضه قبل أن يصير بَلَحاً ، وقيل : هو أُكَالٌ يقع فيه ، من القَشْم ، وهو الأكل ، ومن قول العرب : ما أصابت الإبل مَقْشما ، إذا لم تُصب ما ترعاه ( 9 ) .
والقُشام والمُراض ، من آفات الثمرة ، ولا خلاف في ضمّهما ، لأنّ ما كان من الأدواء والعاهات فهو بالضم كالسُّعال والنُّحاز والزُّكام . وأدمن الشرابَ وغيره : لم يُقلِع عنه يقال : فلان يُدْمِن كذا ، أي يُديمه . ويقال : دمّن فلانُ فِناء فلان تدميناً ، إذا غشيه ولزمه ( 10 ) .
ومنه الحديث : « مُدْمِنُ الخَمْر كعابدِ الوَثن » ، وهو الذي يُعاقر شربها ويلازمه ولا ينفكّ عنه ( 11 ) ،