عن عبادتي سَيَدْخُلون جَهنّم دَاخِرين ) [1] .
وادخرتُ ادخاراً ، هو افتعلت من الذُّخر . والأصل فيه إذْ تَخرْتُ ، فقلبوا التاء دالاً لقرب مخرجها منها وأدغموا الذال في الدال ، والذُّخر : ما اذّخرته من مال وغيره ، ثمّ كثر في كلامهم حتّى قالوا : ذَخَر لنفسه حديثاً حسناً ، إذا أبقاه بعده [2] . ومن هذا كتاب علي ( عليه السلام ) للأشتر : « فَلْيَكُن أحَبّ الذخَائِرِ إليك ذَخِيرةُ العَملِ الصَّالح » [3] .
[ دخل ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « إنّ اللّه حرَّم حَرَاماً غَيْرَ مَجْهُول ، وأَحَلَّ حَلالاً غَيْرَ مَدْخول » [4] .
الدَّخْل : العيب والريبة ، ومن كلامهم :
ترى الفتيان كالنخلِ * وما يُدريك بالدَّخل وكذلك الدَّخَل ، بالتحريك ، ويقال : هذا الأمر فيه دَخَل وَدغَل بمعنى . والدَّخَل : ما داخل الإنسان من فساد في عقل أو جسم . وتداخل الأُمور : تشابُهها والتباسُها ودخولُ بعضها في بعض . ودَخْلَةُ الرجل ودِخْلته وَدَخيلته ودَخيله ودخيلاؤه : نيّته وَمذهبه وخَلْده وبطانتُه ، لأنّ ذلك كلّه يداخِله [5] . ومن معنى الريب والعيب يُفسّر حديث الصادق ( عليه السلام ) حين سُئل عن المرأة تموت مع رجال ليس فيهم ذو محرم هل يغسّلونها وعليها ثيابها ؟ قال : « إذا يُدخل ذلك عليهم ، ولكن يُغسّلون كفيّها » [1] .
ومنه جاء حديث أبي هريرة : « إذا بلغ بنو العاص [2] ، ثلاثين كان دين اللّه دَخلاً ، ومال اللّه نُحلاً ، وعبادَ اللّه خَوَلا » .
حقيقته أن يُدخل في الأمر ما ليس منه ، أي يُدخلون في الدين أُموراً لم تجرِ بها السُّنّة .
والنحل من العطاء ما كان ابتداءً من غير عوض ، والمراد أنّهم يُعطَون بغير استحقاق .
والخول : الخدم ، جمع خائل [3] . يعني أنّهم يستخدمونهم ويستعبدونهم . والخَوَل : حشم الرجل وأتباعه ، ويقع على العبد والأمة ، وهو مأخوذ من التخويل : التمليك . وقيل من