[ خوى ] روى الصادق عن أبيه ( عليهما السلام ) أنّه قال : « إذا سَجَدَ أحَدكُم فليباشر بِكفّيه الأرضَ لعلّ الله يَدْفَع عنه الغلّ يَوْمَ القِيامة ويكون سجودك كما يتخوّى البعيرُ الضَّامِرُ عِنْد بُروكه » [1] .
التخوية في السجود : خوّى الرجلُ في سجوده : رفع بَطْنَه عن الأرض ، وقيل : جافى عَضُدَيه . وخوت الإبل تخويةً : خُمصت بطونُها [2] . وخوّى البعير : تجافى في بروكه ، وخوّى الرجل في سجوده : هو أن يبقى بينه وبين الأرض خواء [3] .
ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « إذا صلّى الرجل فَلْيخوّ ، وإذا صلّت المرأة فَلْتحْتَفز » .
وفسّره الهروي : يعني فليتفتح وليتجافى حتّى يخوّي ما بين عَضُديه وجنبيه .
وفسّر قوله ( عليه السلام ) : « فلتحتفز » تتضامّ إذا جلست وإذا سجدت [4] . والخواء : الهواء بين كلّ شيئين ، قال الراجز : يبد وخواءُ الأرض من خوائه [5] . والغُلُّ : مختصٌ بما يُقيّد به فيُجعل الأعضاء وَسْطه وجمعه أغلال ، وغُلَّ فلان قُيِّد به ، قال : « خذوه فغُلُّوه » وقال : ( إذ الأغلال في أعناقهم ) [6] . ومنه المثل السائر « كالغلِّ القَمِل » وذلك أنّهم كانوا يغلّون الأسير بالقِدِّ فيجتمع القملُ في غُلِّه فيشتدُّ أذاه له [1] .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ألاّ إنّ مَثَلَ آل مُحَمّد ( صلى الله عليه وآله ) كَمَثَلِ نُجُومِ السَّماء ، إذا خوى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْم » [2] .
يقال : خوتِ النجوم تخوية ، مالت للغروب . وخوت تخوي خَيّاً : سقطت ، وأخوت كذلك ، وإذا لم تُمْطِرْ أيضاً . وخوت الدار : باد أهلها : وخويت [3] .
ومن هذا الاعتبار قال علي ( عليه السلام ) واعظاً بمن مضى : « ولو اسْتَنْطَقوا عنهم عَرَصَاتِ تلك الديار الخَاوية ، والربوع الخَالية ، لقالت : ذهَبوا في الأرْض ضُلاّلاً ، وذَهْبتُم في أَعْقابِهم جُهّالاً » [4] . وقال ( عليه السلام ) ناطقاً عن الموتى : « كَلَحتِ الوُجُوهُ النَّوَاضِرُ ، وخَوَت