وأخلفَ عليك يالألف ، ردّ عليك مثل ما ذهب مِنْك . وأخلفَ اللّهُ عليك مالكَ ، وأخلف لك مالك ، والاسم الخَلَف ، بفتحتين ، قال أبو زيد : وتقول العرب أيضاً : خلف اللّه لك بخير وخلف عليك بخير يخْلُف بغير ألف [1] . ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) : « من أيقن بالخَلَفِ جاد بالعطيّة » [2] .
وأخلف الرجل وعده بالألف ، والخُلُف بالضم اسم منه [3] . واستعاره عليّ ( عليه السلام ) للسحاب بقوله : « أخْلفَتْنا مَخَايلُ الجَوْد » [4] . والخِلاف شجر ، والواحدة خِلافة ، ويقال : جاء الماء بِبَزْر فنبت مخالفاً لأصله فسمي خلافاً [5] .
والاختلاف والمخالفة أن يأخذ كلُّ واحد طريقاً غير طريق الآخر في حاله أو قوله ، والخلاف أعمٌّ من الضدِّ لأنَّ كلَّ ضدّين مختلفان ، وليس كلُّ مُخْتَلِفين ضِدّين ، ولمّا كان الاختلاف بين الناس في القول قد يقتضي التنازع استُعير ذلك للمنازعة والمجادلة [6] .
ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) : « الخِلافُ يَهْدِمُ الرأي » [7] .
وسئل الصادق ( عليه السلام ) عن قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ اختلاف أُمتّي رحمة » . فقال : « أراد قول اللّه عزّ وجلّ : ( فلولا نَفَر من كلِّ فِرْقة منهم طائفةٌ ليتفقّهوا في الدين وليُنْذِروا قَوَمَهُم إذا رَجَعوا إليهم لعلّهم يَحْذَرون ) ( 1 ) . فأمرهم أن ينفروا إلى رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ويختلفوا إليه فيتعلموا ثمّ يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم ، إنّما أراد اختلافهم في البلدان لا اختلافاً في دين اللّه ، إنّما الدين واحد ( 2 ) » .
وفي كتاب عليّ ( عليه السلام ) للأشتر النخعي : « وليكُن آثرُ رؤوس جُندِكَ عندك من وَاسَاهُم في معونته ، وأفضل عليهم من جِدَتِه ، بما يَسَعُهم ويَسَعُ مَنْ وراءَهُم مِن خُلُوفِ أهليهم » ( 3 ) .
الخلوف : الحضور المتخلفون . والخالفة : القاعدة من النساء في الدار . والخوالف : الذين لا يغزون ، واحدهم خالفة كأنّهم