الحرب خاصّة ، إذا تشابكوا ، والاسم الخِلاط [1] . وباعتبار الاختلاط والتشابك جاء حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « لا خِلاط ولا وِراط » [2] . أي لا يجمع بين متفرّق ، ولا يُفرّق بين مجتمع . والوراط : الخديعة [3] . والمراد خداع المصّدّق عند أخذ الزكاة . وباعتبار الشُبهة والخديعة قال علي ( عليه السلام ) : « وليس طالبُ الدين من خَبَط أو خَلَط » [4] . ويقال للصديق والمجاور والشريك : خليط [5] . ومن هذا قال ( عليه السلام ) : « خَالِطوا الناس مُخَالَطةً إن مِتُّم مَعَها بَكُوا عَلَيكُم » [6] .
[ خلف ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الدنيا : « ولا تمكّنتم مِن رِضاع أَخْلافِها إلاّ مِنْ بعد ما صَادفتموها جَائِلاً خِطامُها » [7] .
الأخلاف : يقال لموضع يد الحالب من الناقة : الخِلْف ، والجميع الأخلاف [8] . ويقال : أخْلِف عن بعيرك ، إذا أمره أن ينحّي الحَقَب عن الثِّيل ، وهو غلاف قضيب الجمل . ويقال للجمل بعد بزوله بعام أو عامين : مُخْلِف ، ثمّ ليس له اسم بعد الإخلاف ، ولكن يقال : مُخْلِف عام ومُخْلِفُ عامين ، كما يقال : بازل عام وبازل عامين ، وكما يقال في الخيل :
قارح سنة وسنتين . ويقال : خلّف فلانٌ فلاناً ، إذا جعله في آخر الناس ولم يقدّمه ، ويقال لكلّ شيء كان بدلاً من شيء خلْفهُ . وخلف فلان فلاناً فهو خليفة له ، والجمع خُلفاء ، وهو خليف له أيضاً [1] . وفيها قال عليّ ( عليه السلام ) : « والله ما كانت لي في الخِلافة رَغْبة » [2] . والجمع من خليفة خلائف ، ومن خليف خُلفاء ، والاسم الخلافة [3] . واستخلفتهُ : جعلته خليفة ، فخليفة يكون بمعنى فاعل وبمعنى مفعول . والخليفة أصله خليفٌ بغير هاء لأنّه بمعنى الفاعل ، والهاءُ مبالغةٌ مثل علاّمة ونسّابة ، ويكون وصفاً للرجل خاصّة . وخَلَفَ اللهُ عليك ، كان خَلَيفة أبيك عليك أو من فَقَدْتَه ممّن لا يتعوّض كالعَمّ .