« أنّه نهى عن بيع المحفّلة وقال : إنّها خلابة » . والمحفّلة : هي المصرّاة بعينها ، وهي الناقة أو البقرة أو الشاة التي قد صرى اللبن في ضرعها . وسمّيت محفّلة لأنّ اللبن قد حفّل في ضرعها واجتمع . وكلّ شيء كثرته فقد حفّلته . ومنه قيل : قد احتفل القوم ، إذا اجتمعوا وكثروا ، ولهذا سمّي محفل القوم ، وجمع المحفل محافل [1] .
[ خلج ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وتَنكَّبَ المَخالِجَ عن وَضَحِ السبيل » [2] .
المخالج : الطرق المتشعّبة عن الطريق الأعظم الواضح . وتخلّج المجنون في مشيته : تجاذب يميناً وشمالاً . ويتخلج في مشيته ، أي يتمايل . ورجلٌ مُختَلَج : وهو الذي نُقل عن قومه ونسبه فيهم إلى قوم آخرين ، فاختُلف في نسبه وتنُوزع فيه . والخَلَج : ما اعوجّ من البيت . والخَلَج : الفساد في ناحية البيت . وأخلج الرجلُ حاجبيه عن يمينه واختلج حاجباه ، إذا تحرّكا [3] . وأصل الاختلاج الحركة والاضطراب ، ومنه يفسّر قوله ( عليه السلام ) : « خذ الحكمة أنّى كانت ، فإنّ الحِكمَة تكون في صَدْر المُنافق فَتَلجْلَجُ في صَدْره حتّى تَخْرَجَ فتسكُن إلى صواحبها في صَدْر المؤمن » [1] . وجاء في خبر الحكم بن العاص بن أُميّة كان أنّه يجلس خلف النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فإذا تكلّم اختلج بوجهه ، فرآه فقال له : كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتّى مات . أي كان يحرّك شفتيه وذقنه استهزاءاً وحكاية لفعل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فبقي يرتعد ويضطرب إلى أن مات . وفي الحديث : « لَيردَنّ عليّ الحوض أقوامٌ ثمّ ليُخْتلجُنَّ دوني » أي يُجتذبون ويُقتطعون [2] . وباعتبار القطع سُمّي ما انقطع من معظم الماء خليجاً والجمع خلْجٌ وخُلْجان . وخليجا النهر : جناحاه . والناقة الخلوج : هي التي اختُلج ولدها ، أي انتُزع منها . وحُكي عن ثعلب أنّها المرأة المُختَلَجةُ عن زوجها بموت أو طلاق . والخليج : الحبل ، والخالِج : الموت ، لأنّه يخلج الخليقة أي يجذبها [3] .
ومنه قولُ عليّ ( عليه السلام ) : « لولا عهد عهده إليّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) الأُمّي لأوْرَدتُ المخالفين خَليج المنيّة ولأرسلتُ عليهم شآبيب صواعق الموت » [4] .