مثل الخفض في العيش ، وفيها قال عليّ ( عليه السلام ) : « ومن اقتصر على بُلْغة الكفاف فقد انتظم الراحة ، وتبوّأ خَفْضَ الدّعة » [1] . من إضافة الشيء إلى نفسه . والأحقّ بالبسط والقبض هو أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) فهو وليّ الله وخليفته في أرضه . وخفضت الخافضة الجاريةَ خِفاضاً : ختنتها ، فالجارية مخفوضة . ولا يُطلق الخفض إلاّ على الجارية دون الغُلام . وخفض اللهُ الكافر : أهانه . وخفض الرجلُ صَوْته خَفْضاً : لم يجهر به [2] . واستعاره علي ( عليه السلام ) للتواضع بقوله : « كنتُ أخْفَضَهُم صوتاً وأعلاهم فوتاً » [3] . ومن معنى الخفض جاءت الاستعارة في كتاب عليّ ( عليه السلام ) لبعض عمّاله : « واخْفِضْ للرَّعِيَّة جَنَاحَك ، وابسُط لَهُم وَجْهَك » [4] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( واخْفِضَ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمَة ) [5] .
[ خفف ] في حديث علي ( عليه السلام ) : « تَخفَّفُوا تَلْحَقُوا » [6] .
تخففوا : المُخفّ القليل المال ، الخفيف الحال .
وأخفّ الرّجلُ ، فهو مُخفُّ وخفيف وخِفْ ، أي خفّت حاله ورقّت ، وإذا كان قليل الثَّقل . وفي الحديث : إنّ بين أيدينا عقبةً كؤوداً لا يجوزها إلاّ المُخِفّ ، يُريد المخفّ من الذنوب وأسباب الدنيا وعُلقها . وخفّة الرجل : طيشه وخفّتُه في عمله . والفعل من ذلك كلّه خفّ يَخِفُّ خِفّةً ، فهو خفيف ، وليس المراد هذا المعنى في الحديث . وخفّ القومُ خُفوفاً ، أي قلّوا ، وقد خفّت زَحمتهُم [1] . وباعتبار الطيش في الخفة جاء حديث علي ( عليه السلام ) عن الخوارج : « أخِفّاء الهام ، سُفَهاء الأحلامِ » [2] . وفي الحديث : « أيّها الناس ، إنّه قد دنا منّي خُفُوف من بين أظهركم » . أي حركة وقرب ارتحال ، يريد الإنذار بموته ( صلى الله عليه وآله ) [3] . ومن هذا جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) بعض الطيور : « ومنع بعضها بِعَبالة خَلْقه أن يسمو في الهواء خُفوفاً ، وجعله يَدِفُّ دَفيفاً » [4] .
وفي حديث الحلبي : قال : سألتُ أبا