ملء الفم بالمأكول ، وقيل : الخضم الأكل بأقصى الأضراس ، والقضم بأدناها ، وكلّ أكل في سَعَة ورَغَد خَضْمٌ . ورجل مُخضمَ : مُوسّع عليه من الدنيا [1] . ومنه حديث أبي ذرّ عن بني أُمية : يخضمون ونَقْضَم والموعد الله [2] .
والقضم : أكل دونٌ كما تقضم الدابّة الشعير ، واسمه القضيم ، والقضم أكل الشيء اليابس ، والخضم أكل الرطب . وما للقوم قضيم وقَضام وقُضمة ومَقْضم ، أي ما يُقضم عليه . ومنه قول بعض العرب وقد قدم عليه ابن عمّ له بمكة فقال : إنّ هذه بلاد مَقْضم وليست ببلاد مَخْضم ، وما ذقت قضاماً ، أي شيئاً ، وأتتهم قضيمة ، أي ميرة قليلة [3] . والنّبتة : ضرب من فعل النبات [4] . وكنّى به ( عليه السلام ) عن الأكل المخصوص . وهو نبات الربيع ، وفي نباته ما يهلك [5] . والمراد أنّهم على قدم عظيمة من النهم وشدّة الأكل وامتلاء الأفواه [6] .
[ خطب ] في حديث فاطمة ( عليها السلام ) عن شهادة أبيها ( صلى الله عليه وآله ) : « فَخَطْبٌ جَليل استوسع وَهْيهُ ، واستنهر فَتْقه ، وانفتق رَتْقُه ، واظلمّت الأرضُ لغيبته ، وكَسَفت الشمسُ والقَمَر » [7] .
الخَطب : الشأن أو الأمر ، صَغر أو عَظُم ، وقيل : هو سبب الأمر . يقال : ما خَطْبُك ؟ أي ما أمرك ؟ وتقول : هذا خَطْب جليل ، وخَطْب يسير . والخطب : الأمر الذي تقع فيه المخاطبة ، والشأن والحال ، ومنه قولهم : جلّ الخَطْب ، أي : عَظُم الأمر والشأن [1] . ومنه حديث عليّ ( عليه السلام ) : « حوازب الخطوب » [2] . وخاطبه مُخاطبة وخِطاباً ، وهو الكلام بين متكلّم وسامع ، ومنه اشتقاق الخطبة ، بضم الخاء وكسرها ، فيقال في الموعظة خُطبة بالضم ، وهي فُعلة بمعنى مفعولة ، نحو نسخة بمعنى منسوخة . وخطيب القوم ، إذا كان هو المتكلم عنهم ، وخطب المرأة إلى القوم ، إذا طلب أن يتزوج منهم ، والاسم الخطبة ، بالكسر [3] . ومنه جاء وصفه ( عليه السلام ) الخطيب ماض بخطبته : « هذا الخَطيب الشَّحْشَح » [4] .