وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) أيضاً : « جَاهِلٌ خَبّاط جَهَالات » [1] . أراد بالخبط كلّ مسير على غير هدى [2] فاستعاره ( عليه السلام ) للضال . وفيه أيضاً عنه ( عليه السلام ) : « وَخابَطَ الغَيَّ » [3] . كأنّه جعله والغيّ متخابطين ، يخبط أحدهما في الآخر ، وذلك أشدُّ مبالغةً من أن يقول : خبط في الغيّ ، لأنَّ من يخبط ويخبطه غيره يكون أشدّ اضطراباً ممّن يخبط ولا يخبطه غيره [4] .
[ ختل ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وأُحْمَدُ اللّهَ وأسْتَعِينُه عَلَى مَدَاحِرِ الشَّيْطَانِ وَمَزَاجِرِه ، والاعْتِصَامِ مِنْ حَبائِله ومَخَاتِلِه » [5] .
الختل : من قولهم : ختلتُ الرجلَ عن الشيء ، إذا أرَغْتَه عنه ، أختُله وأخَتِله . وختل الذئبُ الصيدَ ، إذا تخفّى له . وكلُّ خادع خاتل [6] .
[ خثر ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى أبي موسى الأشعري : « ولا تُتْرَكُ حَتَّى يُخْلَطَ زُبْدُكَ بِخاثِركَ ، وذَائِبُكَ بِجَامِدِكَ » [7] .
الخُثورة : نقيض الرّقّة . خثَر اللبنُ والعسلُ ونحوهما ، بالفتح ، يَخْثُر ، وخَثِرَ وخَثُرَ ، بالضم ، خَثْراً وخُثوراً وخُثُورةً وخثراناً . قال الأصمعي : أخثرتُ الزُّبْدَ ، تركته خاثراً ، وذلك إذا لم تذبه [1] . وقوله ( عليه السلام ) مقتبس من المثل : « ما يدرى أيخثر أم يذيب » . وهذا يُضرب للمتحيّر في أمره ، وأصله الذي يفسد عليه الزُّبد فلا يدري أيجعله سمناً أم يدعه زبداً [2] .
وكنّى ( عليه السلام ) عن خلط أحواله الصافية بالتكدير [3] .
[ خدج ] في وصية له ( عليه السلام ) كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات : « ولا تُخْدِجْ بالتَحِيّة لَهُم » [4] .
الخِداج : يقال : خَدَجت الشاةُ والناقةُ : إذا ألقَت ولدها قبل تمامه . وبه سُمّي الرجلُ خديجاً والمرأة خديجةَ [5] . وجاء قوله ( عليه السلام ) من باب الاستعارة ، وكلّ نقصان في شيء