وأنا بِمَكَاني ، فإذا فَارَقْتُه اسْتَحَار مَدَارُهَا » [1] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « يُرتَجُ عليكم حَوَاري فَتعْمَهونَ » [2] . الحوار والمحاورة : المجاوبة ، والتحاور : التجاوب ، تقول : كلّمته فما أحار إليّ جواباً وما رجع إليّ حَويراً ولا حويرةً ولا مُحورَةً ولا حواراً ، أي ماردّ جواباً .
واستحاره ، أي استنطقه ، وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « يرجع إليكما ابناكما بِحَوْر ما بعثتما به » أي بجواب ذلك . . » [3] . قال الأخطل :
هلاّ رَبَعْت فتسأل الأطلالا * ولقد سألتُ فما أَحَرْنَ سؤالا ( 4 ) .
وأراد ( عليه السلام ) أنهم في حيرتهم وترددهم في جوابه كمختلط العقل ما يفقه ما يقول ( 5 ) .
وباعتبار الاستنطاق جاء الخبر أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كبر فلم يُحر الحسين ( عليه السلام ) التكبير ، فلم يزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكبر ويعالج الحسين ( عليه السلام ) التكبير حتّى أكمل سبع تكبيرات فأحار الحسين ( عليه السلام ) التكبير في السابعة ( 6 ) . والحَوَر : أن يشتدّ بياض العين وسواد سوادها ، وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيضّ ما حوليها . والحوراء : البيضاء ، لا يُقصد بذلك حَوَر عينها . والأعراب تسمّي نساء الأمصار حواريّات لبياضهن وتباعدهنّ عن قَشَف الأعراب بنظافتهن . والحواريون : القصّارون لتبييضهم لأنّهم كانوا قصّارين ثمّ غلب حتى صار كلّ ناصر وكلّ حميم حوارياً .
وقال بعضهم : الحواريّون صفوة الأنبياء الذين قد خلصوا لهم . ومنه الخبز الحوّارى ، لأنّه يُنقّى من لباب البُرّ ، وهو أجوده وأخلصه [1] .
ومن المجاز : ما يعيش فلان بأحور ، أي بعقل صاف ، كالطّرْف الأحور الناصع البياض والسواد . قال ابن هَرْمة :
جلَبنَ عليك الشوقَ من كلِّ مجلب * بعيد ولم يتركن للمرء أحْوَرَا ( 2 ) [ حوز ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وَقَدْ تَوكّل اللهُ لأَهْلِ هذا الدِّينِ بإعْزاز الحَوْزَةِ ، وسَتْرِ العَوْرة » ( 3 ) .