تحوّبَ : ترك الحوب ، من باب السلب ، ونظيره تأثّم أي ترك الإثم [1] . وفي الحديث : أنَّ رجلاً سأله الإذن في الجهاد ، فقال : ألك حوبة ؟ قال : نعم ، يعني ما يأثم به إنْ ضيّعه . وتحوّب من الإثم ، إذا توقّاه . ومنه الحديث : « اتقوا الله في الحوبات » . يريد النساء المحتاجات اللاتي لا يستغنين عمّن يقوم عليهن ويتعهدهنّ [2] .
ومعنى قوله تعالى : ( ولا تَأْكُلوا أَمْوَالَهُم إلى أَمْوالِكُم إنّه كان حُوباً كَبيراً ) [3] . أي ذنباً عظيماً . ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ طلاق أُمّ أيّوب لحوب » [4] . والحوبة : المكان الواسع [5] .
ومنه فُسّر حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وانفساح الحوْبة ، قبل الضَّنْك والمضيق » [6] . وانفساح الحوبة : أي سعة وقت الحاجة . والحوبة : الحاجة والأرَب ، قال الفرزدق :
فهَبْ لي خُنيساً واتخذ فيه منَّةً * لحوبةَ أمّ ما يسوغ شرابها [7] . ومنه حديث الدعاء : « إليك أرفع حوبتي » . والحوباء : روح القلب ، وقيل : هي النفس [8] .
[ حور ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في التحذير من عاقبة الإنسان ومآله إلى الهلاك : « هل مِنْ مَنَاص أو خَلاص ، أو مَعَاذ أو مَلاذ ، أو فِرار أو مَحَار » [9] .
المحار : المرجع ، قال الشاعر :
نحن بنو عامر بن ذُبيان ، والنّا * س كَهام ، مَحارُهمُ للقبور والحور : الرجوع عن الشيء وإلى الشيء ، حار إلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارةً وحؤوراً : رجع عنه وإليه . والحوْر : النقصان بعد الزيادة لأنّه رجوع من حال إلى حال . وفي الحديث : « نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكوْر » . معناه من النقصان بعد الزيادة . وقيل : من فساد أمورنا بعد صلاحها [1] ، ومنه قوله تعالى : ( ظنّ أن لن يَحُورَ ) [2] .
ومنه المثل : حُوْرٌ في مَحارةِ ، بفتح الحاء وضمّها ، أي نقصان في نقصان . يُضرب للشيء الذي لا يصلح [3] . ومن هذا جاء قول عليّ ( عليه السلام ) : « وإنمّا أَنَا قُطْبُ الرَّحا تَدُورُ عليّ