يطوف ويدور [1] .
ومنه حديثه ( صلى الله عليه وآله ) : « من يرتع حول الحِمَى يوشك أن يخالطه » . أي يطوف به ويدور حوله [2] . وفي الحديث : قال الرضا ( عليه السلام ) : « ليس الحِمية من الشيء تركه ، إنّما الحِمية من الشيء الإقلال منه » [3] . الحمية : يقال : احتمى المريض احتماءاً من الأطعمة . ويقال : حميتُ المريض وأنا أحميه حِميةً وحِمْوَةً من الطعام ، واحتميت من الطعام احتماءاً ، وحميت القوم حمايةً ، وحمى فلان أنفه يحميه حمِيَّةً ومحميةً [4] . ومنه الحديث : أنّه سُئل الصادق ( عليه السلام ) كم يُحمى المريض ؟ فقال ( عليه السلام ) : « دبقاً » . فسأله السائل عن معنى دبق ، فقال : عشرة أيّام . وفي حديث : أحد عشر دبقاً . ودبق : صباح ، بكلام الرومي ( 5 ) .
[ حندس ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « سَوادِ الحَنادِس » ( 6 ) .
الحِنْدِسُ : الظُلْمة . وأسود حِنْدس : شديد السواد ( 7 ) . قال الزمخشري : سَرَوا في حِنْدس الليلِ ، وفي حَنادِس الظُلَم ، هو من الحَدْس ، الذي هو نظر خاف ( 8 ) .
[ حنف ] عن أبي النعمان قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) :
« يا أبا النعمان لا تكذب علينا كذبةً فتُسلب الحنيفية ، ولا تطلبنّ أن تكون رأساً فتكون ذَنَباً ، ولا تستأكل الناس بنا فتفتقر ، فإنك موقوف لا محالة ومسؤول ، فإنْ صدقت صدّقناك وإنْ كذبت كذّبناك » [1] .
الحَنف : هو ميل عن الضَّلال إلى الاستقامة ، وتحنّف فلان ، أيْ تحرّى طريق الاستقامة ، وسمّت العربُ كلَّ من حجّ أو اختتن حنيفاً تنبيهاً أنّه على دين إبراهيم ( عليه السلام ) [2] .
ومنه قوله تعالى : ( فاتبِعُوا مِلَّة إبراهيم حَنيفاً وما كانَ مِن المُشْرِكين ) ( 3 ) .
وذُكر عن شيخين قالا : كنّا في الجاهلية