المنافقين : « لُمَة الشيطان وحُمَةُ النيران » [1] . كأن المراد هو الحُمَمَ ، وهو الفَحْم [2] . ويمكن أن يؤول بالعقارب والحيّات ، قال ابن الأنباري : والحُمة أيضاً : كلّ هامّة لها سُمّ [3] . ومن المجاز قوله ( عليه السلام ) : « ألا وبالتقوى تُقطع حُمَة الخَطايا » [4] .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) عن طلحة والزبير ومن بغى عليه : « وإنّها لَلْفِئةُ الباغيةُ فيها الحَمَأُ والحُمَّةُ » [5] . الحُمّة : هي حدّة السَّمّ وحرارته ، وهي مخففة بقول الأصمعي [6] . قال ابن السكّيت : وتقول حُمَةُ العقرب بتخفيف الميم للسَّمِّ ، والجمع حُمَات ، ولا تقل حُمّةٌ بالتشديد . ويقال للتي تلسعُ بها الإبرة [7] . والحَمَأ والحمأةُ : طين أسود منتن [8] .
وما جاء في حديثه ( عليه السلام ) كناية عن الحقد الأسود الذي انطوى عليه الباغون عليه . والعرب تكنّي عن العدو بقولهم : فلان أسود الكبد ، وهم سود الأكباد ، أي أعداء [9] .
وقال أبو عمرو : أسود الكبد ، أي قد احترق جوفه من الشرِّ [10] .
قال الراوندي : يشير إلى صاحبه الجمل ، وكلّ شيء من قبل الزوجية فهو حمّا . وروى الحموها هنا أيضاً ( 11 ) .
[ حمى ] قال عليّ ( عليه السلام ) : « المعاصي حمى اللّه عزّ وجلّ فمَن يَرْتَع حَوْلَها يوُشِك أن يدخلها » [1] .
حمى اللّه : من قولهم : أحمى المكان ، جعله حِمَى لا يُقرب . وأحماه : وجده حِمَى . الأصمعي : يقال حمى فلان الأرض يحميها حِمَى لا يُقرب [2] . وأصله من الحمى : موضع فيه كلأ يُحمى من الناس أن يُرعى [3] . ويرتع :