المِضْمَارِ ، رَفيعُ الغايةِ ، جَامِعُ الحَلْبَةِ ، مُتَنافَسُ السُّبْقَةِ » [1] .
الحَلْبَةُ : خَيْلٌ تُجمع للسِّباق من كلِّ أوْب ، لا تخرج من موضع واحد ، ولكن من كلِّ حيٍّ .
وحَلَبَ القومُ يَحْلُبون حَلْباً وحُلُوباً : اجتمعوا وتألّبوا من كلِّ وجه .
وأصل الإحلاب الإعانة على الحَلْب [2] . ومنه المثل : حلبتها بالساعد الأَشدّ . يُضرب للقادر على الشيء . وحَلَبت حَلْبَتَها ثم أقلعت . يُضرب لمن يُبرق ويرعد ولا يصنع شيئاً [3] . وقد استعار ( عليه السلام ) لفظة الحَلْبة للقيامة ، والسُّبقة للجنة ، وذلك لأنّ الدنيا مضماره وهي يسيرة ، والقيامة حَلبته وهي مجمعه والجنّة سُبْقته [4] . وفي الخبر : لمّا رأى سعد بن معاذ كَثرة استشارة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) أصحابه يوم بدر قال : إنّه إنّما يستنطق الأنصار شفقاً ألاّ يستحلبوا معه على ما يُريد من أمره . استحلاب القوم مثل إحلابهم ، هو اجتماعهم للنصرة وإعانتهم ، إلاّ أنَّ في الاستحلاب معنى طلب الفعل وحرص عليه [5] . وفي الحديث : « كان إذا دُعي إلى طعام جلس جلوس الحلَب » . وهو الجلوس على الرُّكبة ليَحْلب الشاة .
وقد يقال : احلُب فكل ، أي اجلس ، وأراد به جلوس المتواضعين [6] .
وفي حديث فاطمة ( عليها السلام ) « ودرّ حَلْبُ الأيّام » [1] . وقول عليّ ( عليه السلام ) : « ويُرْجَمَوا بالكَتائب تَقْفُوها الحَلاَئِبُ » [2] . حلب الأيام : من قولهم : أحلب القوم واستحلبوا ، أي اجتمعوا للنصرة والإعانة [3] . ومن أمثالهم : « إنّك لتحلُبُ حَلْباً لك شطره » [4] . وحديثها ( عليها السلام ) كناية عن إقبال الأمور .
[ حلس ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) محذراً من طاعة أهل الكبرياء : « هم أَسَاسُ الفُسُوقِ ، وأَحْلاسُ العُقُوق » [5] .
الأحلاس : يقال : رجل حِلْس وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِس : ملازم لا يبرح القتال . وقيل : لا يبرح مكانه ، شُبّه بِحلْس البعير أو البيت . والحِلْسُ والحَلَسُ : كلُّ شيء وليَ ظهر البعير