[ حكم ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في صفة الأرض ودحوها على الماء : « فَأَصْبَحَ بعد اصْطِخَابِ أَمْواجِه سَاجياً مَقْهوُراً ، وفي حَكَمة الذُلِّ مُنْقاداً أسِيراً » [1] .
الحَكَمة : حلقة تكون في فم الفرس . وحكمة اللجام : ما أحاط بحنكَي الدابّة ، سُمّيت بذلك لأنّها تمنعه من الجري الشديد . ومنه يقال : أحكمتُ فلاناً ، أي منعته ، وبه سُمّي الحاكم لأنّه يمنع الظالم . وقيل : هو من حكمت الفرسَ وأحكمته وحكّمته ، إذا قَدَعْتَهُ وكففته . وحكمتُ السفيه وأحكمته إذا أخذت على يده ; ومن ذلك قول جرير :
أبني حنيفة ، أحكموا سفهاءكم [2] . ومنه حديث الصادق ( عليه السلام ) : « ما من عبد إلاّ وفي رأسه حكَمَةٌ وملك يمسكها » [3] . ومن أسمائه تعالى « الحكيم » . والحكيم معناه أنّه عالم ، والحكمة في اللغة : العلم . ومنه قوله تعالى : ( يُؤتي الحِكمةَ مَنْ يَشاء ) [4] . ومعنى ثان أنّه مُحكَم وأفعاله محكمة مُتْقنةٌ من الفساد [5] . ويقال لمن يُحسن دقائق الصناعات ويُتقنها : حكيم .
ومنه حديث صفة القرآن « هو الذِّكر الحكيم » . أي الحاكم لكم وعليكم ، أو هو المُحْكَم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، فعيل بمعنى مُفْعَل ، أُحْكِمَ فهو مُحْكم .
وفي حديث ابن عباس : « قرأت المُحْكَمَ على عهد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) » يُريد المفصّل من القرآن ، لأنّه لم يُنْسَخ منه شي . وقيل : هو ما لم يكن مُتَشابهاً ، لأنّه أحكِمَ بيانُه بنفسه ولم يَفْتقر إلى غيره [1] . وفي حديث إبراهيم : « حكّم اليتيم كما تحكّم ولدك » . أي : امنعه من الفساد وأصلحه كما تصلح ولدك ، وكما تمنعه من الفساد . وكلّ من منعته من شيء فقد حكّمته وأحكمته ، لغتان [2] . وفسّر الصادق ( عليه السلام ) الحِكْمَة في قوله تعالى : ( ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) ( 3 ) . بأنّها معرفة الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب اللّه عليها النار ( 4 ) . لأن الحكمة هي الفهم والدراية وتمنع الإنسان من الجهل والمكابرة .
[ حلب ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن الإسلام : « كَريمُ