حاقِّ القفا وحُقِّه [1] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ فالعَصَبةُ أوْلى بها » . يعني : الإدراك ، وهو أن تقول : أنا أحقّ ويقولون : نحنُ أحقّ [2] . وفي حديث الباقر والصادق ( عليهما السلام ) في صدقة الإبل : « حتى يبلغ تسعين فإذا بلغت تسعين ففيها حقّتان طروقتا الفحل » [3] . الحِقّ : بالكسر من الإبل ما طعن في السّنة الرابعة والجمع حِقاق ، والأُنثى حِقّة وجمعها حِقق . وأحقّ البعيرُ إحقاقاً ، صار حقّاً ، قيل : سُمّي بذلك لأنّه استحقّ أن يُحمل عليه [4] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فإنَّ الصَّابِرينَ على نُزول الحَقائقِ هم الذين يَحُفُّون بِرَايَاتِهم ، ويَكْتنِفُونَها : حَفافَيْها ، ووَراءَها ، وأمَامَها » [5] .
الحقائق : جمعُ حاقّة ، وهي النازلة والداهية ، سُمّيت حاقة لأنّها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شرٍّ [6] . ومنه قوله تعالى : ( الحاقّة * ما الحاقِّة ) [7] . والحاقّة : القيامة ، سُمّيت بذلك لأنّ فيها الثواب والجزاء ، والعرب تقول : لما عرفت الحقّة منّي هربت ، والحاقة ، وهما في معنى واحد [8] . ويكتنفونها : يحيطون بها . وحِفَافاها : جانباها [9] . وجاء في أسمائه تعالى الحقّ ، والحقُّ معناه المُحقُّ ، ويُوصَفُ به توَسُّعاً لأنّه مصْدَرٌ ، وهو كقولهم :
« غياث المستغيثين » . ومعنى ثان يُراد به أنّ عبادة اللّه هي الحقُّ وعِبادةُ غيره هي الباطل . ويؤيّد ذلك قوله عزّ وجلّ : ( ذلكَ بأَنَّ اللّهَ هُوَ الحَقُّ وأنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِه هُوَ البَاطِلُ ) [1] . أي يَبْطُلُ ويَذْهَبُ ولا يَمْلِكُ لأحد ثواباً ولا عِقاباً [2] .
وجاء عنه ( صلى الله عليه وآله ) في الحديث : « من رآني فقد رأى الحقّ » ، أي رؤيا صادقة ليست من أضغاث الأحلام ، وقيل : فقد رآني حقيقة غير مشَبَّه [3] .
ورؤيته في المنام حقيقة كما قد روى الرضا ( عليه السلام ) أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال : « من زارني في منامه فقد زارني ، لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي