وجمع المحفل محافل [1] . مأخوذ من الحفل : اجتماع الماء في مَحْفِلِه ، تقول : حَفَل الماءُ يَحْفِل حَفْلاً وُحُفولاً وحفيلاً . وحفل الوادي بالسيل واحتفل : جاء بملء جنبيه . ومُحْتَفَل الأمر : مُعظمه ، والحافل يقال للضرع وللوادي ، وضرع حافل : ممتلئ لبناً ، وشبع حافل وواد حافل ، إذا كثر سيلهما . والتحفيل مثل التصرية ، وهو أن لا تُحلب الشاة أيّاماً ليجتمع اللبن في ضرعها للبيع [2] . ومنه الحديث : « بيع المُحفّلات خِلابة ، ولا تحلّ خِلابة مسلم » [3] .
الخِلابة يعني الخداعة ، يقال : خلبته أخلبه خِلابة إذا خدعته [4] . وروي منه الحديث : أنّ رجلاً كان يُخدع في البيع فقال له رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا بايعت فقل : لا خِلابة » [5] .
[ حفي ] في الحديث : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : « حفّوا الشارب وأعفوا اللِّحَى ، ولا تشبّهوا باليهود » [6] .
إحفاء الشارب : أحفى الرجل شاربه ، بالغ في قصّه [7] . وأصل الإحفاء من أحفيت الدابّة جعلتها حافياً ، أي : مسجح الحافر ، والبعير جعلته منسجح الخفّ من المشي حتّى يرِقّ [8] .
وتقول : هذا رجل حف ، إذا رقّت قدماه من المشي ، وقد حَفِي يحفى حفى [1] . وإعفاء اللحى : من قولهم عفوت الشعر أعفوه عفواً ، وعفيته أعفيه عفياً : تركته حتّى يكثر ويطول [2] . والعفاء : ما كثر من الوبر والرِّيش [3] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) لمّا دفن فاطمة مخاطباً الرسول عليهما أفضل الصلاة والسلام : « وسَتُنبّئُكَ ابنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمّتِكَ على هَضْمِها ، فأَحْفِها السُّؤَال ، واسْتَخْبِرْهَا الحال » [4] . الإحفاء في المسألة : مثل الإلحاف ، هو الإلحاح . وأحفى السؤال : ردّده . وأحفاه : ألحّ عليه في المسألة . وحَفِي به حفايةً ، فهو حاف وحَفِيّ ، وتحفَّى واحتفى : لطف به وأظهر السرور والفرح به وأكثر السؤال عن حاله . ويقال : تحافينا إلى السلطان فرَفعنا إلى القاضي ، والقاضي يُسمّى