فمعنى حسّه ، أذهب حسّه بالقتل [1] . وجاء في الخبر : « جراد محسوس » . محسوس : هو الذي مسّته النارُ حتّى قتلته [2] .
[ حسك ] في حديث فاطمة ( عليها السلام ) : « فلمّا اختار اللّهُ لنبيّه دارَ أنبيائه ومَأْوَى أصفيائه ، ظَهَر فيكم حَسَكةُ النِفاق ، وسَمُل جِلباب الدين ، ونَطَق كاظمُ الغاوين » [3] .
حسكة النفاق : الحسك نبات له ثمرة خشنة تعْلَق بأصواف الغنم ، وكلّ ثمرة تُشبهها نحو ثمرة القُطب والسَّعْدان والهراس وما أشبهه حسك ، واحدته حَسَكة . والحسك من أدوات الحرب ربّما أُخذ من حديد فألقي حول العسكر ، وربّما أُخذ من خشب فنُصب حوله . والحَسَكُ والحسَكةُ والحسيكة : الحقد ، على التشبيه . وحَسِك عليّ ، بالكسر ، حَسَكاً ، فهو حَسِك : غضب [4] . وسمل جلباب الدين : السَّمَل : الثوب الخَلَق ، وكذلك السَّمَلة ، وجمعه الأسمال والسُّمول . وأسمل الثوبُ واسمألّ وسَمُلَ : أخلق [5] .
والجلباب السمل كناية عن رقة دينهم وضعفه ، والعبارة من باب إضافة الصفة إلى الموصوف . وكاظم الغاوين : من قولهم : كظمت الغيظ أكظِمه كظماً إذا أمسكت على ما في نفسك منه . والكَظامة والسدادة : ما سُدَّ به . والكِظامة قناة في باطن الأرض يجري فيها الماء . والكِظامة من المرأة : مخرج البول [1] . والكاظم بمعنى المكظوم ومنه قوله تعالى : ( وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم ) [2] . وكظيم فعيل بمعنى مفعول من كظم السقاء إذا شدّه على ملئه [3] . والظاهر من قولها ( عليها السلام ) كاظم الغاوين : رئيسهم ورأسهم .
والغاوي : الضال المضلّ . ومنه قوله تعالى : ( فأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الغَاوِين ) [4] .
أي من الهالكين ، وقيل : من الخائنين [5] . وقد استُعير الحسك للشدائد والمصائب في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن مصير الإنسان للموت : « فَبَيْنَا هُو يَضْحَكُ إلى الدُّنيا وتَضْحَكُ إليه في ظِلِّ عَيْش غَفُول ، إذ وَطِىءَ الدَّهْرُ به حَسَكه ، ونَقَضَت الأيّامُ قواه ، ونظرتْ إليه الحُتُو فمِنْ كَثَب » [6] .