الشيخ الطريحي إلى أنَّ معنى الحديث : لا يكون منكم من يلجىء الإمام إلى ما يكرهه ، كأنْ يُفشى أمره إلى ولاة الجَوْر ، فإنّه مَنْ فَعل ذلك بالإمام فقد سعى بأهل الصلاح [1] . ومنه الحديث : « اللهم إنّي أُحَرج حقّ الضعيفين : اليتيم والمرأة » . أي أُضيّقُه وأُحرّمه على مَنْ ظلمهما . يقال : حَرِّج عليّ ظُلْمك : أي حَرِّمْه [2] .
وفي وصيّة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لعليّ ( عليه السلام ) : « يا علي ، إذا رأيتَ حيّةً في رَحْلِك فلا تَقْتلها حتّى تحرّج عليها ثلاثاً ، فإنْ رأيتها الرابعة فاقتلها فإنّها كافرة » [3] . هو أن يقول لها : أنتِ في حَرَج ، أي ضيق ، إنْ عُدتِ إلينا ، فلا تلومينا أن نضيّق عليك بالتتبّع والطّرْد والقتل . وفسّر قوله ( صلى الله عليه وآله ) « حدّثوا عن نبيّ إسرائيل ولا حَرَج » . أي لا بأس ولا إثم عليكم أن تحدّثوا عنهم ما سمعتم ، وإنْ استحال أن يكون في مثل هذه الأمة ، مثل ما روي أنّ ثيابهم كانت تطول . . لا أن يُحدَّث عنهم بالكذب . وقيل معناه أنّ الحديث عنهم إذا أدّيته على ما سمعته حقاً كان أو باطلاً لم يكن عليك إثم لطول العهد ووقوع الفَتْرة ، بخلاف الحديث عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) لأنّه إنما يكون بعد العلم بصحّة روايته وعدالة رواته . وقيل : معناه أنّ الحديث عنهم ليس على الوجوب ، أي لا حرج عليكم إنْ لم تحدّثوا عنهم ( 1 ) . وقد جاء في ذكر الملاحم في حديث عليّ ( عليه السلام ) وما سيؤول إليه حال الناس : « تحلفون من غير اضطرار ، وتكذبون من غير إحراج » ( 2 ) . والحَرْج : سرير يُحمل عليه المريض أو الميّت . والحَرَجُ من الإبل : التي لا تُركَب ولا يضربها الفحل . ليكون أسمن لها ، إنّما هي معدّة . والحِرْج ، بكسر الحاء : القطعة من اللحم ، وقيل : هي نصيب الكلب من الصيد ، وهو ما أشبه الأطراف من الرأس والكُراع والبطن ، والكلاب تطمع فيها . وقيل : الحِرج : قلادة الكلب ، والجمع إحراج وحِرَجة ( 3 ) .
قال ابن دريد : والحِرْج الذي يقال له الوَدْع [4] .