وسمّى ما يعمله العامل ممّا يبغي به الفائدة والزكاء حَرْثاً على المجاز [1] . واشتقاق « الحارث » من أحد شيئين ، إمّا من قولهم : حَرَثَ الأرضَ يحرثها حرْثاً ، إذا أصلحها للزَّرع . أو يكون من قولهم : حَرَث لدنياه ، إذا كسب لها [2] .
وقد كُنّي عن جماع النساء بالحرث في قوله تعالى : ( نِسَاؤكُم حَرْثٌ لَكُم ) [3] . تشبيهاً لما يُلقى في أرحامهن ، من النطف التي منها النسل ، بالبذور [4] . وقد سمّى العرب النساء حرثاً كما قال شاعرهم :
إذا أكل الجرادُ حروثَ قوم * فحرثي همّه أكل الجراد [5] وفي حديث عبد اللّه : « احرثوا هذا القرآن » . أي فتّشوه وثوّروه ، والحرث التفتيش .
وقالت الأنصار لمعاوية حين سألهم : ما فعلت نواضحكم : حرثناها يوم بدر .
أي أهزلناها . يقال : حرثتُ الدابَّة وأحرثتها بمعنى أهزلتها [6] .
[ حرج ] في حديث الصادق ( عليه السلام ) في رسالته إلى أصحابه : « اتقوا اللّه أيتها العصابة وإن استطعتم أن لا يكون منكم محرج الإمام ، فإن مُحْرج الإمام هو الذي يسعى بأهل الصلاح من أتباع الإمام » [1] .
التحريج : التضييق ، والحرج : الضيق . وقال الزجّاج : الحرج في اللغة أضيقُ الضيق ، ومعناه أنّه ضيق جدّاً . قال : ومن قال : رجل حَرَج الصدر ، فمعناه ذو حَرَج في صدره ، ومن قال : حَرِجٌ ، جعله فاعلاً . وكذلك رجل دَنَف ، ذو دَنَف ، ودَنِف ، نعت . وحَرَج إليه : لجأ عن ضيق . وأحرجه إليه : ألجأه وضيّق عليه . وأحرجتُ فلاناً : صيّرته إلى الحَرَج ، وهو الضيق .
ومكان حَرَج وحَرِج : أي ضيّق كثير الشجر . والحَرجَةُ : الغيضة . والحَرِج : الذي لا ينهزم كأنّه يضيقُ عليه العُذْر في الانهزام . والحَرِج : الذي يهاب أن يتقدّم على الأمر .
وحَرِجت عينه تَحْرَجُ حرجاً ، أي حارت [2] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( وما جَعَلَ عَلَيْكُم في الدّينِ مِنْ حَرَج ) [3] . وذهب