محدود عن الخير : مصروف [1] . وحددته عن أمره ، إذا منعته فهو محدود . ومنِه الحدود المقدّرة في الشرع ، لأنّها تمنع من الإقدام . ويُسمى الحاجب حدّاداً ، لأنّه يمنع من الدخول [2] .
وبه سُمّي السجّان حدّاداً لمنعه ، كأنّه يمنع من الحركة ، قال الشاعر :
يقول لي الحدّادُ وهو يقودني * إلى السِّجْن لا تَجْزَع فما بك من باس وأحدّت المرأة وحدّت ، إذا تركت الطّيب والزينة بعد زوجها [3] . وحددتُ الدارَ حدّاً : ميّزتُها عن مُجاوراتها بذكر نهاياتها [4] .
ومنها جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) في التوحيد والحمد : « لا يَشْغَلُه سَائِل ، ولا يَنقُصُه نَائِل ، ولا يَنْظُر بِعَيْن ، ولا يُحدُّ بأيْن ، ولا يُوصَفُ بالأَزْوَاجِ ، لا يُخلَقُ بِعِلاَج » [5] .
[ حدر ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « يَنْحَدر عنّي السَّيْلُ ، ولا يَرْقَى إليّ الطَّيْرُ » [6] .
انحدار السيل : يكلّ شيء تحدره من علوّ إلى سُفل حَدْر .
وهو الانحدار . ومنه حدرت العين الدَّمعَ ، فانحدر وتحدّر [7] .
وأراد ( عليه السلام ) أنّه عالي المكان بعيد المرتقى ، لأنّ السيل لا ينحدر إلاّ عن الأماكن العالية والمواضع المرتفعة [1] . رقي إلى الشيء رُقيّاً ورُقوّاً وارتقى يرتقي وترقّى : صعد [2] . وأراد ( عليه السلام ) بقوله أنّها ممتنعة على غيري ولا يتمكّن منها ولا يصلح لها [3] .
[ حدو ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « وإنَّ ورَاءَكُم السَّاعَةَ تَحْدُوكُم ، تَخفَّفوا تَلْحَقُوا ، فإنّما يُنتظرُ بأوَّلِكُمْ آخِرُكُم » [4] .
تحدوكم : تسوقكم وتسير بكم . من قولهم : حدا الإبل وَحَدا بها يحدو حَدْواً وحُدِاءً : زجرها خلفها وساقها . ويقال للشمال : حَدْواء لأنّها تحدو السحاب ، أي تسوقه [5] .