ومن هذا الاعتبار كتب عليّ ( عليه السلام ) لمعاوية عن عثمان : « وما كنتُ لاِعَتَذِرُ من أنّي كُنْتُ أَنْقِمُ عليه أحْداثاً » [1] . وفسر الصادق ( عليه السلام ) « الحدث » بالقتل ، كما روى حميل عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « لعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مَنْ أحْدَثَ بالمدينة حَدَثاً ، أو آوى مُحْدِثاً ، قلت : وما ذلك الحدث ؟ قال : القتل » [2] . وفي الحديث عن عبّاس بن هلال قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : « إنّي أحبّ أن يكون المؤمن محدّثاً » . قال : قلت : وأيّ شيء يكون المحدَّث ؟ قال : المفهّم [3] . المحدّث : المُلْهَم ، وهو الذي يُلقى في نفسه الشيء فيُخبر به حَدْساً وفراسة [4] . أو الصادق الظنّ [5] .
وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) : « المحدّث الذي يُحدّث فيسمع ، ولا يعاين ولا يرى في منامه » [6] .
وروي عن أبي عبد الله وأبي جعفر ( عليهما السلام ) أنّهما قرءا قوله تعالى : ( وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِن رَسُول ولانَبيّ ولا مُحدَّث ) [7] . وفسّرا قراءتهما « مُحدَّث » في الآية بأنّه الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة [8] .
[ حدد ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) عن فضل الإسلام : « وخَذَلَ مُحَادّيه بِنَصْرِه ، وهَدَمَ أركانَ الضَّلالَةِ بِرُكْنِه » [1] .
المحادّة : المخالفة والمنازعة ، ومنع ما يجب عليك ، وهو مفاعله من الحدِّ كأنّ كلّ واحد منهما يجاوز حدّه إلى الآخر . وكذلك التحادّ [2] . والمحادّة والتحادّ إمّا اعتباراً بالممانعة ، وإمّا باستعمال الحديد . . ومن هذا يقال : لسان حديد نحو لسان صارم وماض ، وذلك إذا كان يؤثّر تأثير الحديد [3] . ومن المجاز : احتدَّ عليه : غضب ، وفيه حِدَّة ، وهو حديد ، وهو من أحدّاء الرجال [4] . والحدّة : ما يعتري الإنسان من النزق والغضب . والحدّة : كالنشاط والسرعة في الأُمور والمضاء فيها مأخوذ من حدِّ السيف . ورجل