حدابير السنين : جمع حِدبار ، وهي الناقة التي أنضاها السيرُ ، فشبّه بها السنة التي فشا فيها الجَدْبُ [1] . يقال : دابّة حِدْبير : بدت حراقيفه ويَبِس من الهزال .
وناقة حِدْبار وحِدْبيرٌ ، وجمعها حدابير ، إذا انحنى ظهرها من الهزال ودَبِر [2] . والحَدَابِرُ : الإكَامُ والنُّشُوز [3] .
[ حدث ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « الصّبْرُ يُناضِلُ الحِدْثَان » [4] .
الحِدْثان : من قولهم : حَدَثان الدهر وحوادثه : نُوَبه ، وما يَحْدُث منه ، واحدها حادِث ، وكذلك أحداثه ، واحدها حَدَث . والحَدَث والحُدْثى والحادثة والحَدَثان ، كلّه بمعنى .
والحدثان : الفأس ، على التشبيه بحَدَثان الدَّهر [5] . وحدثان الشيء ، بكسر الحاء وسكون الدال : أوّله ، وهو مصدر حَدَث يحْدُث حُدوثاً وحِدْثاناً .
ومنه حديثه ( صلى الله عليه وآله ) لعائشة : « لولا جدْثان قومِك بالكفر لَهَدمْتُ الكعبة وبنيتها » .
والحديث ضدّ القديم . والمراد به قرب عهدهم بالكفر والخروج منه والدخول في الإسلام ، وإنّه لم يتمكّن الإسلام في قلوبهم ( 1 ) . وباعتبار أوّل الشيء وبدايته قيل للفتى حدَث في أول شبابه ، ومن هذا قال عليّ ( عليه السلام ) : « إنّما قلبُ الحَدَثِ كالأرْض الخَالية » ( 2 ) .
وفيه « يبعث اللهُ السحاب فيضحك أحسن الضّحك ويتحدّثُ أحسن الحديث » .
شبّهه بالحديث لأنّه يُخبر عن المطر وقرب مجيئه ، فصار كالمحدّث به على المجاز ( 3 ) .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) إلى كميل : « مَعْرِفَةُ العلْم دِينٌ يُدانُ به ، به يَكْسِبُ الإنسانُ الطاعَةَ في حَياته ، وجَميل الأُحدُوثَةِ بعد وَفاته » ( 4 ) . يقال : صار فلان أحدوثة : أكثروا فيه الأحاديث ( 5 ) . والحَدَث : الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ، ولا معروف من السنّة [6] .