أنت أنّةً ، أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتجّ المجلس ، ثمّ أُمهلت هنيئة حتّى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم افتتحت الكلام بحمد اللّه والثناء عليه والصلاة على رسوله » [1] .
الجهش : يقال : جَهِش وجَهَش للبكاء يَجْهَش جَهْشاً وأجهش ، كلاهما : استعدّ له واستعبر .
والجهش : ان يفزع الإنسان إلى غيره وهو مع ذلك كأنّه يريد البكاء كالصبيّ يفزع إلى أمّه ، وأبيه وقد تهيّأ للبكاء [2] . ونيط دونها ملاءة : أي علّق لها ستر .
من قولهم : ناط الشيء ينوطه نوطاً : علّقه [3] . ومنه النياط : عِرْق غليظ مُعَلَّقٌ بالقلب ، والجمع الأنوطة [4] . والمُلاءة : الإزار والرِّيطة ، بالضمّ والمد والجمع مُلاء وقيل مُلأه [5] .
النشيج : يقال : نشَج الباكي يَنْشِجُ نشيجاً : إذا غَصّ البُكَاءُ في حَلْقِه ولمّا يَنتَحِب [6] .
ومنه حديث وفاة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « فَنَشَج الناسُ يَبْكون » وهو صوت معه توجّع وبكاء ، كما يردد الصبيّ بكاءه في صدره [7] .
[ جهل ] في كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى معاوية : « فإسلامُنَا قَدْ سُمِعَ ، وَجَاهِليَّتُنَا لاَ تُدْفَعُ » [8] .
الجاهلية : اسم وقع في الإسلام على أهل الشرك ، فقالوا : الجاهلية الجَهْلاء [1] .
وأراد ( عليه السلام ) : في الجاهلية ما كان فينا سفاح ولا تعد ولا تقصير . وروي جاهليتكم لا تدفع ، كما روي جاهليتنا لا تُدفع في الحسن [2] . والجهل على ثلاثة أضرب : الأوّل ، وهو خلوّ النفس من العلم ، وهذا هو الأصل ، والثاني اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه ، والثالث فعل الشيء بخلاف ماحقّه أن يُفعل سواء اعتقد فيه اعتقاداً صحيحاً ، أو فاسداً كمن يترك الصلاة متعمّداً [3] . ومن هذا قال علي ( عليه السلام ) : « وَذَهَبْتُمْ فِي أَعْقَابِهِمْ جُهّالاً » [4] .