ثلاثة وستّون [1] .
وحساب الجُمَّل ، بتشديد الميم : الحروف المقطعة على أبجد .
وقال بعضهم : بالتخفيف [2] . وقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : « بكلِّ لسان » [3] .
[ جمم ] في حديث أبي ذرّ عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « على العاقل أن يكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربّه عزّ وجلّ ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكّر فيها صنع اللّه تعالى ، وساعة يخلو فيها بحظِّ نفسه من الحلال ، وإنّ هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتفريغ لها » [4] .
الاستجمام : يقال : جمَّ الفرسُ يَجِمُّ ويَجُمُّ جَمّاً وجَماماً ، وأجمّ : تُرِكَ فلم يُركَب فعفا من تعبه وذهب إعياؤه . ويقال : أجمّ نفسك يوماً أو يومين ، أي أرحمها [5] .
ومنه قوله ( صلى الله عليه وآله ) للزبير : « يا زبير كل السفرجل ، فإنّ فيه ثلاث خصال : يجمُّ الفؤاد ، ويسخّي البخيل ، ويشجّع الجبان » [6] . وجاء في حديث ابن عبّاس : لأصبحنا غداً حين يدخل على القوم وبنا جَمامَة . أي راحة وشِبَع وريّ [7] .
ومن هذا جاء كتاب عليّ ( عليه السلام ) للأشتر يوصيه بالرعيّة : « بما ذَخَرْتَ عندهم من إجمامك لهم » [1] .
وفي الحديث « ابنوا المساجد واتخذوها جُمّاً » [2] . الجم : في البنيان الذي لم يكن له شرف . والكبش والشاة يجمّ جماً : لم يكن له قرون [3] . وجماً : فيها استعارة ، لأن المراد ابنوها ولا تتخدوا لها شُرُفا فشبهها عليه الصلاة والسلام بالكباش الجمّ ، وهي التي قرونها صغار خافية . ومن الخبر المشهور في ذكر القيامة « إنّه يُؤخذ للجمّاء من القرْناء » .
وذلك من أحسن التشبيه وأوقع التمثيل . وقال ابن الأعرابي : الأجمّ الذي لا رمح معه ، ومن ذلك قول الشاعر :
ويل أمّهم معشراً جُمّاً بيوتُهم * من الرماح وفي المعروف تنكيرُ أراد أن بيوتهم خالية من الرماح المركوزة بأبوابها ، فهي كالكباش الجمّ التي لا قرون