واعتدل فلم يُفْرِط [1] ، والجمال يقع على الصور والمعاني .
ومنه الحديث : « إنّ اللّه جميل يُحبّ الجمال » . أي حسن الأفعال كامل الأوصاف .
وفي الخبر : « لعن اللّه اليهود حُرّمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها وأكلوا أثمانها » .
جملت الشحم وأجملته : إذا أذبته واستخرجت دُهْنه . وجملتُ أفصح من أجملت [2] . وفعل اليهود كان إذابتهم الشحم حتّى يصير وَدَكاً ، ثم بيعهم له متوهّمين أنّه خرج عن حكم الأصل بالإذابة [3] . وتجمّل : اكلَ الجميل ، وهو الشحم المذاب . وقالت امرأة من العرب لابنتها : تجمّلي وتعفّفي ، أي كُلي الجميل واشربي العُفافةَ ، وهو باقي اللبن في الضّرْع . والجمول : المرأة التي تُذيب الشحم . والجمول : المرأة السمينة ، والنثول : المرأة المهزولة ( 4 ) . والجُماليُّ ، بالتشديد : الضخم الأعضاء التامّ الأوصال . ومنه حديث الملاعنة : « إن جاءت به أورق جَعْداً جُمَالِيّاً » . ويقال : ناقة جُمالية مُشبّهة بالجمل عِظماً وبَدانةً ( 5 ) .
وبعضهم يروي الحديث بفتح الجيم ، يذهبون إلى الجمال ، وليس هذا من الجمال في شيء ، ولو أراد ذلك لقال : جميل ، ولكنه جُمالي ، أي عظيم الخلق ، شبه بخلق الجمل ( 1 ) .
والجمل : الذكر من الإبل ، قيل يكون ذلك إذا أرْبَعَ . وقيل : إذا أجذع ، وقيل : إذا بزل ، وقيل : إذا أثنى . ومن أمثال العرب : اتخذ الليل جملاً ، إذا ركبه في حاجته ، وهو على المثل ( 2 ) . قال الأصمعي : يقال للرجل إذا أحيا ليلةً بالصلاة أو سواها حتّى أصبح : قد اتخذ الليلَ جَمَلا ( 3 ) .
وفي الخبر : سُئل أبو القاسم الحسين بن روح - قدس اللّه روحه - عن معنى قول الناس للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ عمّك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمّل ، وعقد بيده ثلاثة وستّين » . فقال : عنى بذلك ، « إله أحد جواد » . وتفسير ذلك أن الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والهاء خمسة ، والألف واحد ، والحاء ثمانية ، والدال أربعة ، والجيم ثلاثة ، والواو ستّة ، والألف واحد ، والدال أربعة ، فذلك