والجُفْرةُ : سَعَةٌ في الأرض مستديرة ، والجمع جِفَار مثل بُرمة وبرام ، ومنه قيل للجوف جُفْرة . والجَفرةُ : العَناق التي شَبعت من البَقْل والشجر واستغنت عن أُمّها ، وقد تجفَّرت واستجْفَرت . والجَفْر : الجَمَلُ الصغيرُ والجدي بعدما يُفْطَم ابن ستّة أشهر [1] .
وقد استُعير الجفر لعلوم آل محمّد ( عليهم السلام ) ، كما روي عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : « إنَّ عندنا الجفر ، وما يدريهم ما الجفر ؟ وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل . . » الخبر [2] . وجاء في خبر حليمة رضي اللّهُ عنها التي أرضعته ( صلى الله عليه وآله ) : كان يَشِبُّ في اليوم شباب الصَّبيِّ في الشهر ، فبلغ ستّاً وهو جَفْر . هو الذي قوي على الأكل ، واتسع جوفه ، وقد استجفر [3] . وجَفَر الفحلُ يجفُر ، بالضم ، جُفوراً : انقطع عن الضِّراب وقلَّ ماؤهن وأجفر الرجلُ عن المرأة : انقطع ، وجفّره الأمرُ عنه قطعه .
وطعام مَجْفَرٌ ومَجْفرةٌ : يقطع عن الجماع . ومن كلام العرب : أكلُ البطّيخ مجفرةٌ . وفي الحديث أنّه قال لعثمان بن مظعون : « عليك بالصوم فإنّه مَجْفرة » [4] .
قال أبو عبيد الهروي : مقطعة للنكاح ونقص الماء ، تقول للبعير إذا أكثر الضراب حتّى ينقطع : قد جفر يجفُر جُفوراً فهو جافر ، قال ذو الرمّة يصف النجوم :
وقد عارضَ الشِّعرى سهيلٌ كأنّه * قريعُ هجان عارض الشولَ جافرُ [1] وجَفرَ من مرضه : إذا خرج منه ، وأجفرني فلان : تركني . ورجلٌ مُجْفِرٌ قد أجْفَر : أي تغيّر ريحُ جَسَده [2] . ومن هذا قد يفسّر حديث عليّ ( عليه السلام ) أنّه رأى رجلاً في الشمس ، فقال : « قُم عنها فإنّها مَجْفَرة » . وقد فسّرها ابن الأثير بأنّها تُذْهب شهوة النكاح [3] .
وقد روى الصادق ( عليه السلام ) عنه ( عليه السلام ) قال : « إذا جلس أحدكم في الشمس فليستدبرها بظهره فإنّها تُظهر الداء الدفين » [4] .
والتقلقل : الحركة باضطراب . وتقلقل في البلاد ، إذا تقلَّب فيها . وحروف القَلْقلة : الجيم والطاءُ والدال والقاف والباء ، حكاها سيبويه ،