أطلقوها على ما في المعدة [1] . وجرّة البعير حين يجترّها فيقرضها ثم يكظمها [2] . من هذا .
والسؤر ، بالهمزة : كالرّيق من الإنسان [3] . والجمع أسْآر . قال ابن دريد : هو ما أبقيت في الإناء . وزعم قومٌ أنّ السورة من القرآن من هذا إذا هُمزت ، كأنّها أُسْئرت ، أي بُقِّيت من شيء . وفي وصيّة بعض العرب لبنيه : إذا شربتم فأسئروا . أي : أبقوا في الإناء فإنّه أجمل [4] . تقول : أسأر فلان طعامه وشرابه ، أي : أبقى منه بقيّةً ، وبقيّة كلِّ شيء سُؤره . ويقال للمرأة إذا جاوزت الشّباب ولم يَعْدَمها الكِبَر : إنّ فيها لَسُؤْراً ، أي بقيّة [5] . واللُّعاب : هو البُزاق السائل ، وقد لَعَبَ يَلْعَبُ لَعْباً ، سال لعابه [6] . ومنه حديث أبي هريرة قال : رأيت النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يمصُّ لعاب الحسن والحسين ( عليهما السلام ) كما يمصّ الرجل التمرة [7] .
وفي حديث أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « من مات وليس له وارث من قرابته ولا مولى عتاقه قد ضمن جريرته فماله من الأنفال » [8] . الجريرة : ما يجرّه الإنسان من ذنْب ، فعيلة بمعنى مفعولة [9] . يقال : جرّ الرجلُ جريرةً على نفسه أو غيره ، جناها ، والناقة جاوزت وقت ولادتها بأيّام [10] . وجرّت الحامل فهي جرور ، إذا ازادت على وقت حملها [1] ، وكأنّها أصل الجريرة .
وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) : « دعوتكم إلى نَصْر إخوانكم فجرجرتُم جَرْجَرة الجَمَل الأَسَرِّ ، وتثاقلتم تثاقُلَ النِّضو الأدْبَر » [2] .
الجرجرة : الصوتُ . وجَرْجَرَ : ضجَّ وصاح . والجرجرةُ : تردّد هدير الفحل ، وهو صوت يردده البعيرُ في حنجرته . وفحل جُراجر : كثير الجَرْجَرة ، وهو بعير جَرْجار ، كما تقول : ثرثر الرجلُ ، فهو ثَرْثار [3] . ولمّا كانت جرجرة الجمل أشدّ من جرجرة غيره استعاره ( عليه السلام ) لكثرة تململهم وقوّة تضجّرهم من ثقل