هَرمين أجذع من ثمانية إلى عشرة [1] .
[ جذل ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في خلق آدم : « اسْتَبْدَلَ بالجَذَلِ وَجَلاً ، وبالاغْتِرَارِ نَدَماً » [2] .
الجَذل : السرور الشديد [3] . والجِذْل : أصل الشجرة ، وعاد الشيء إلى جِذله ، أي إلى أصله [4] . ومنه المثل : أنا جُذَيْلُها المحكّك وعُذَيْقُها المرجّب .
الجذيل : تصغير الجِذْل ، وهو أصل الشجرة . والمحكك الذي تحتكُّ به الإبل الجربى .
والعُذيق : تصغير العَذْق - بفتح العين - وهو النخلة . والمرجّب : الذي جُعل له رُجبة ، وهي دعامة تبتنى حولها من الحجارة ، وذلك إذا كانت النخلة كريمة وطالت تخوّفوا عليها أن تنقعر من الرياح العواصف ، وهذا تصغير يُراد به التكبير ، نحو قول لبيد :
وكلّ أناس سوف تدخل بيتهم * دويهية تصفرُّ منها الأناملُ [5] .
والوجل : الخوف ، يقال : وَجِلت أوْجَلُ وَجَلاً ، فهو وَجِل وأوجل [6] .
وفي حديث فاطمة ( عليها السلام ) : « ألا وقد قلتُ ما قلت هذا على معرفة منّي بالجذلة التي خامرتكم ، والغدرة التي استشعرتها قلوبكم ، ولكنّها فيضة النفس ، ونفثة الغيظ ، وخور القناة ، وبثّة الصدر وتقدمة الحجّة » [1] .
الجذلة التي خامرتكم : من قولهم : خامر الشيء : قاربه وخالطه . والمخامر : المخالط ، من خامره الداء ، إذا خالطه . ومنه سُمّيت الخمرة بذلك لمخالطتها العقل [2] .
وجذلة : كأنّه مأخوذ من قولهم : سِقاء جاذِل : قد مَرَن وغيّر طعم اللبن [3] .
وكأنّها عليها السلام أرادت أن تقول : إنّ صفاء فطرتكم واعتقادكم بنا قد تغيّرت كما يُغيّر السِّقاء الجاذل طعم اللبن ويكدّره حين يخالطه . أو أنّ حسكة النفاق وعوده قد خامركم ، فاستعارت ( عليه السلام ) له الجذلة . قال ابن الأثير ، وقد يُجعل العود جِذْلاً .