ومنه جاء الخبر : أنّه ( صلى الله عليه وآله ) قال في غزوة الحديبية : « من كان معه ثُفْل فليصطنع » .
قال الزمخشري : الثُّفل ما رسب تحت الشيء من خُثُورة وكُدْرة ، كثُفل الزيت والعصير والمرق ، ثمّ قيل لكلّ ما لا يُشرب كالخبز ونحوه ثفل [1] . قال ابن الأثير : أراد بالثُّفل الدَّقيق والسَّويق وإنّما سُمّي ثفلاً لأنّه من الأقوات التي يكون لها ثفل ، بخلاف المائعات .
وفي الخبر : « أنّه كان يحبُّ الثُفل » . قيل : هو الثريد ، وأنشد :
يحلف باللّه وإن لم يُسألِ * ما ذاق ثُفلاً منذ عام أوّلِ وفي حديث حذيفة ، وذكر فتنة فقال : تكون فيها مثلَ الجمل الثَّفال ، وإذا أكرِهت فتباطأ عنها .
الجمل الثَّفَال : هو البطيء الثقيل ، أي لا تتحرك فيها . ومنه حديث جابر ( رضي الله عنه ) : كنتُ على جمل ثَفال [2] . والثَّفْل : نثْرُك الشيء كلّه بمرّة . والثِّفالة : الإبريق [3] .
[ ثفا ] في حديث ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « الثُفّاء دواء لكلّ داء ، ولم يداو الورم والضربان بمثله » .
الثفاء : النانخواه . ويقال : الخردل ، ويقال : حبّ الرشاد [4] . قال الليث : الثفّاء : الخردل بلغة أهل الغور ، الواحد ثفّاءة . ويقال : هو الخردل المعالج بالصِّباع [1] . قيل : يسمّيه أهل العراق حبَّ الرشاد [2] . وفي الخبر : « ماذا في الأمَرَّين من الشِّفَاء : الصَّبِر والثُّفاء » هو الحرف ، سُمّي بذلك لما يتبع مَذاقه من لذع اللسان لحِدِّته ، من قولهم : ثفاه يثفوه ويثفيه ، إذا اتبعه ، وتسميته حَرْفاً لحَرافته . ومنه بَصَل حِرِّيف ( 3 ) .
في حديث الصادق ( عليه السلام ) : « أثافي الإسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية ، لا تصحُّ واحدةٌ منهنَّ إلاّ بصاحبتيها » ( 4 ) .
الأثافيّ : الأُثْفية ما يوضع عليه القِدْر ، تقديره أُفعولة ، والجمع أثافيٌّ وأثاثيٌّ ، والأخيرة عن يعقوب ، قال : والثاء بدل من الفاء ، وقال في جمع الأثافي : إنْ شئت خففت .
والأثافي حجر تُنْصبَ عليها القدور ، وما كان من حديد ذي ثلاث قوائم فإنّه يُسمّى المِنْصَب ، ولا يُسمى أُثفِيّة ، وأثفيت القِدْرَ