حرف الياء [ يد ] في حديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « اليدُ العليا خيرٌ من اليد السُفلى » [1] .
اليدُ العليا : يدُ المعطي . واليد السفلى : يد المستعطي . ولم يرد ( صلى الله عليه وآله ) أنّ هناك عالياً وسافلاً وصاعداً ونازلاً ، وإنّما أراد أنَّ المعطي في الرتبة فوق الآخذ ، لأنّه المُنيل المُفضِل والمُحسن المجمل . وإنّما كنّى ( صلى الله عليه وآله ) باليدين لأنّ الأغلب أن يكون بهما الإعطاء والبذل ، وبهما القبض والأخذ [2] . من قولهم : أسديتُ إليه يداً ، أي نعمة ومِنّة [3] . وقول عليّ ( عليه السلام ) : « مَنْ يُعطِ بِاليَدِ القَصِيَرةِ يُعْطَ بَاليَدِ الطَّويلَةِ » [4] . كنّى باليد الطويلة عن العطاء الكثير ، وبالقصيرة عن القليل [5] . والعطاء الكثير هو عطاء الله ، لأنّ يد اللّه ذات طول وقدرة . وباعتبار المعونة والقوّة في يد اللّه قال ( عليه السلام ) : « أَقيلوا ذَوِي المُرُوءَاتِ عَثَراتِهم ، فَمَا يَعْثُر مِنْهُم عَاثِرٌ إلاّ ويَدُ اللّهِ بِيَدِه يرفَعُهُ » [1] . وفي حديث عليّ ( عليه السلام ) يحثّ أصحابه على الجهاد : « وأحُثّكُمْ عَلَى جِهَادِ أَهْلِ البَغْي فَمَا آتي عَلَى آخِرِ قولي حَتَّى أَرَاكُم مُتَفَرّقِينَ أَيَادِيَ سَبَا » [2] . أيادي سَبا : أي متفرقين ، وهما اسمان جُعلا اسماً واحداً مثل معديكرب ، ويقال : أيدي سبأ وأيادي [3] . وهو في الأصل مثل ضرب لرجل من العرب ولد عشرة ، تيامن منهم ستّة ، وتشاءم منهم