وفي المستقصى يروى : « فإنّ ألبها » [1] . قال ابن أبي الحديد : يقول : لا تستخرج الشوكة الناشبة في رجلك بشوكة مثلها ، فإنّ إحداهما في القوّة والضعف كالأخرى ، فكما أنّ الأُولى انكسرت لّما وطئتها فدخلت في لحمك ، فالثانيةُ إذا حاولت استخراج الأُولى بها تنكسر وتلج في لحمك [2] . قال الراوندي : ضَرَبَ المثل المعروف في حقّ أكثر أصحابه الذين يميلون إلى الشاميين لقلّة ديانة جميعهم ، فقال : أنا كناقش الشوكة ، أي مثل رجل مستخرج شوكةً من رجله بشوكة مثلها ، ولا يخفى عليه أنَّ مثل الشوكة يكون مع جنسها [3] . ومراده ( عليه السلام ) كمن يخاصم آخر ويستعين عليه بمن هو من قرابته . وكنى عليّ ( عليه السلام ) عن ضغطة القبر بقوله : « رَوْعَات الفَزَع ، واختِلاف الأَضْلاع » [4] . لما يحصل للميّت من تداخل الأضلاع واختلافها عند سؤال منكر ونكير . ومن معنى الاعوجاج والالتواء جاءت الاستعارة في حديث عليّ ( عليه السلام ) يصف المنافقين : « قد هوّنوا الطريق ، وأضلعوا المضيق ، فهم لمة الشيطان ، وحُمَةُ النيران » [5] . وجاء في حديث هند في صفته ( صلى الله عليه وآله ) : « ضليع الفم » [6] . ضليع الفم : واسعه عظيم أسنانه ، على التشبيه بالضلع . وقال شمر : أراد عظم الأسنان وتراصفها [7] .
والعرب تمدح بكبر الفم وتهجو بصغره [1] .
[ ضلل ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) يصف أصحابه : « ما أَنْتُم إلاّ كإبل ضَلَّ رعاتُها ، فكُلّما جُمِعَت من جَانِب انتَشَرت من آخَرَ » [2] .
الضَّلال : الغَيبةُ ، ومنه قيل للحيوان الضائع ضالّة بالهاء ، للذكر والأُنثى ، والجمع الضوالّ مثل دابّة ودوابَّ . وضلَّ البعيرُ : غاب وخفي موضعه ، وأضللته بالألف ، فقدته ، فإن أخطأت موضع الشيء الثابت كالدار قلت : ضَلَلْتُهُ وضَلِلْتُه [3] . والضلال : العدول عن الطريق المستقيم ويضادّه الهداية ، عمداً كان أو سهواً [4] . ومنهم القاسطون والمارقون وقد أشار لهم عليّ ( عليه السلام ) بقوله : « يعيشون جُهّالاً ، ويموتون ضُلاّلا » [5] . وضللتُ الشيء :