عمرو ، وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل ما ذكرناه ، والله أعلم غير أن رواية أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث إذا خرجن " يمنع من تخصيص طلوع الشمس بذلك فالحمل على ما ذكرنا أولى .
فأما ظهور الآيات على الدجال وغيره ممن يدعي الربوبية باطلاً ، وعدم ظهورها على ما يدعي النبوة كاذباً ، فإن مدعي الربوبية باطلاً غير منفك في نفسه من دلائل الحدث ، وأمارات الخلق ، فلا يؤدي ظهور الآيات عليه إلى التباس حاله .
وأما مدعي النبوة ، فإنه يدعي أمراً ممكناً ، إلا أنه مفتر ليس له شاهد في نفسه على أنه محق أو مبطل فيه ، فلو أمد بالمعجزة ، وهو كاذب ، كما يمد الصادق ، لما أمكن الفرق بينهما ، فلم يجز ظهور الآيات إلا على من يدعيها وهو صادق ، والله أعلم .
ولأن من أبصر الدجال ، وهو ناقص بالعور ، علم أنه لو كان رباً لأزال النقص عن نفسه ، وما يظهر عليه من الآيات امتحان من الله سبحانه وتعالى للمكلفين من عباده ، لينظر كيف يعملون في الاستدلال بما معه من سمات الحدث ، ودلالات النقص ، على كذبه في دعواه ، وبالله التوفيق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .