قال المؤلف رحمه الله تعالى : قد من الله تعالى بالعون على تلبية الداعي بالسمع والطاعة وجمع ما التمس جمعه على حسب الاستطاعة ، وإيداع هذا المجموع من الآثار في المعنى المقصود ما فيه كفاية ومقنع ، وجمع أصول لجمعه وبذل جهد ليس في المزيد عليه مطمع ، على أني في ذل مغترف من حياض لست في اغترافي منها بخبير ، ومغترف في كل فن بالعجز والتقصير ، متصدياً لإظهار عواري ، متصف بوصف أنا منه عاري ، غير أني كسهم إن أصاب حمد مسدده ، وسيف إن قطع شكر مجرده ، فما وجد في ذلك من خطأ فليصلحه بفضله من علم وجه الصواب فيه ورام ، وما كان فيه من صواب فرب رمية من غير رام .
وهذا آخره ، نحمد من ليس له آخر .
ووقع ذلك في سلخ ربيع الآخر ، الذي من سنة ثمان وخمسين وستمائة ، أحسن الله تعالى تقضيها ، وكف أكف من سلطهم على انتهاك حرمة من تكفل بها وبأهليها ، ومنحنا ما لا ينقص من ملكه