ثم يبعث الله ريحاً طيبة ، فتقبض كل روح طيبة زكية ، ويبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الخمر الإنسية .
وتخرج الدابة فتسم كل باد وحاضر ، وتميز بين كل مؤمن وكافر ، وينقطع سبل الحاج وتخرب يشرب ويغلق باب التوبة ، وتطلع الشمس من المغرب ويرتفع القرآن الكريم من المصاحف والصدور ، ويمتد البلاء وتشتد الأمور ، وتعبد الأصنام والأوثان ، وتقل الرجال ويكثر النسوان ، ولا يشتغل أحد بسنة ولا فرض ، ولا تمطر السماء ولا تنبت الأرض ، وينقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويشتد البأس ولا يبقى على الأرض من لله فيه حاجة ، وتكلم السباع الناس ، ويندرس الإسلام وتنتقض عراه ، ولا يبقى من يعرف صياماً ولا نسكاً ولا صلاة ، وتحل محن أفواجها كالقلل تشيب الوليد ، وتظل فتن أمواجها كالظلل تذيب الحديد ، حتى لا ترى إلا نكبة بعد نكبة ، وتهدم الحبشة الكعبة ، وتلك خاتمة الأمور ، وقاصمة الظهور ، ولا مطمع بعدها في الحياة لراغب ، ولا عاصم من أمر الله تعالى لهارب .