وينزل روح الله عليه السلام ، فإذا رآه ذاب كما يذوب الرصاص ، ويولي الشيطان حينئذ وله حصاص ، فيقتله نبي الله عيسى عليه السلام من غير ممانعة ولا مدافعة ، وذلك بعد ما يصلي خلف الإمام المهدي ويبايعه ويتابعه ، وينقسم ما بقي من جموعه بين مولي الدبر ومقطوع الدابر ، ويستوعب الذل والصغار الأصاغر منهم والأكابر ، وينطق الله تعالى كل ما يتوارون به بالتنبيه على قتلهم ، إلا الغرقدة فإنها من شجرهم .
فهذا طرف من قصة الدجال اللعين ، ومدة أيامه في الأرض أربعين ، وما من نبي إلا حذر أمته منها ، ولا وصي إلا خبر شيعته عنها ، وليس بين يدي الساعة أمر أكبر ممن فتنتها ، ولا شر أكثر من محنتها ، وإن كانت مدتها قصيرة ، فوطأتها أليمة ثقيلة ، وإن كانت عدتها يسيرة ، فخطتها وخيمة وبيلة .
وهي أدل دليل على انقضاء الأيام المهدية ، سقى الله عهدها ، ثم لا خير في عيش الحياة بعدها ، وليس بينها وبين النفخة الأولى مدة طويلة ولا نعمة طائلة ، بل تترى فيما بين ذلك أمور