مسيرته ، ومجتمع أنصاره وأعوانه وأسرته ، وهي حينئذ كالأم وغيرها من البقاع كالأطفال ، وكالليت وغيرها من القلاع كالأشبال ، فيخرج إليه الإمام بجيش مستمسكين بعروة التوحيد ، وأناس متنزهين عن عار التقليد ، يدرعون الصدق والتقى ، ويتبعون الحق والهدى ، ما منهم إلا فارس لا يفل سيفه ولا يخشى عثاره ، وشجاع لا يثني عطفه ولا يدرك غباره ، فيخوضون في غمرات الحرب ، ويضرمون نار الطعن والضرب ، ويلتف الساق بالساق ، وتلعب السيوف بالأعناق ، وتخضب الدماء الخناجر ، وتبلغ القلوب الخناجر ، فيمن الله تعالى على عبده ، ويؤيده بنصر من عنده ، ويقتل من أصحاب اللعين ثلاثين ألفاً أو يزيدون ، وينعكس عليهم كل ما كانوا به يكيدون ، فلا ترى إلا أشلاء طريحة ، وموتي بلا لحود ، وأعضاء جريحة ، وأسرى بلا قيود ، ويحيق به مكره ويحص جناحه ، ويضيق ذرعه وتركد رياحه ، ويفل حده وتخمد ناره ، ويعفر خده وتنهتك أستاره ، ويقل عدده ، وينهدم عرشه ، وينقطع مدده ، وينهزم جيشه .