ذلك عليهم مجرى الطعام إلا القليل ، وتخرج أهل طيبة منها وهي أطيب ما تكون بالنسبة إلى غيرها وأينع ، ويفارقونها فرقاً من الدجال وليس له فيها مطمع ، وترجف بمن فيها رجفات فتنفي الخبث عن تلك البقاع ، وتبقى مذللة لعافية الطير والسباع ، وهذه فاتحة كل حادثة لنار الفتن مؤرثة ، وسابقة كل كارثة للأسى والوهن مورثة .
ثم يسير ومعه نهر من ماء وجبل من ثريد ، ويوهم أنه رب معبود وهو من أخس العبيد ، فيحتوي على معظم البلاد والنوادي ، ويكون أكثر من يؤمن به أهل البوادي ، وذلك لما يخيل لهم من قدرته ، ويطمعون فيه من حسن عشرته .
فإذا وصل المدينة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، صد عنها وصوف وجهه إلى الشام ، فيرجع بإياس مولد للحسرات ، وهم مصعد للزفرات ، ويتوجه إلى الشام بأنواع من الكفرة متتابعة الأفواج ، وأتباع من الفجرة متدافعة الأمواج .
ويسير إلى الأرض المقدسة بخيله ورجله ويجل بمحل هلاكه تقله رجله ، وهي يومئذ مقر الإمام المهدي ومحل