بمحمول على نفي المنفي بل على الترجيح والتوفير ، أو لعل له تأويلاً غير ذلك ، فوجوه العلم متسعة المسلك .
قال الشيخ الإمام الحافظ العلامة شهاب الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي ، رضي الله عنه : ولقوله صلى الله عليه وسلم : " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " وجه آخر من التأويل ، وهو أن يكون على حذف مضاف ، أي إلا مهدي عيسى . أي الذي يجيء في زمن عيسى عليه السلام ، فهو احتراز ممن يسمى بالمهدي قبل ذلك من المملوك وغيرهم ، أو يكون التقدي : إلا زمن عيسى . أي : الذي يجيء في ذلك الزمن ، لا في غيره . والله أعلم .
فلما تبين للخصم ترجيح هذا الدليل ، وانقطع القال والقيل ، سألني حينئذ الولد الأنجب ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الإمام العالم مجد الدين يوسف الأكمل الأمجد ، أن أجمع