عذاب المنافق أشد من عذاب الكافر لاستهزائه بالدين » ا . ه قال ربنا الباري - تقدست أسماؤه - : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار . . . ) قال الإمام أبو عبد الله البخاري - رحمه الله تعالى - : « قال ابن عباس : أسفل النار » . قال الحافظ : « قوله : « قال ابن عباس قال : الدرك الأسفل : أسفل النار » ا . ه قلت : نسأل الله تعالى السلامة والعافية . قال ربنا جل ذكره : ( أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) قال أبو الفداء ابن كثير - رحمه الله تعالى - : روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة : « قد - والله - رأيتموهم خرجوا من الهدى إلى الضلالة ، ومن الجماعة إلى الفرقة ، ومن الأمن إلى الخوف ومن السنة إلى البدعة . » ا . ه قال ربنا تعالى ذكره : ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون * صم بكم عمى فهم لا يرجعون * ) قال أبو الفداء رحمه الله - : « وتقرير ذلك المثل : أن الله سبحانه [ وتعالى ] شبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى ، وصيرورتهم - بعد البصر إلى العمى - بمن استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حوله وانتفع بها وأبصر بها ما عن يمينه وشماله ، وتأنس بها ، فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره وصار في ظلام شديد شديد لا يبصر ولا يهتدى ، وهو مع ذلك أصم لا يسمع ، أبكم لا [ يتكلم ] ينطق ، أعمى لو كان ضياء لما أبصر ، فلهذا لا يرجع إلى ما كان عليه قبل ذلك ، فكذلك هؤلاء المنافقون في استبدالهم الضلالة عوضا عن الهدى ، واستحبابهم الغي على الرشد وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا ، كما أخبر الله تعالى عنهم في غير هذا الموضع . والله أعلم » ا . ه لطيفة : قال أبو الفداء - رحمه الله تعالى - رحمة واسعة - : « وقد التفت في