قال لولا جزع النساء لتركته يحشر من حواصل الطير وبطون السباع وفي هذا كله دليل على أن ما أكله الناس بعضهم من بعض صار غذاء له فقد زعم الحليمي رحمه الله أنه لا يرد إلى أصله لكن صاحبه يعرض منه وقد فرق بينهما بأنه قد انقلب من مكلف إلى مكلف ورده يؤدي إلى إدخال جزء من الكافر الجنة أو جزء من المؤمن النار وليس كذلك في غير المكلف وإنما هو في معنى ما تأكله الأرض فيعاد وبسط الكلام فيه وإذا أحي الله تبارك وتعالى الناس كلهم قاموا عجلين ينظرون ما يراد بهم لقوله تعالى ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وقد أخبر الله عز وجل عن الكفار أنهم يقولون « يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا » وأنهم يقولون « هذا يوم الدين » فيقول لهم الملائكة « هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون » ثم يحشر الناس إلى موقف العرض والحساب وهو الساهرة فقال الله عز وجل فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة قال البيهقي رحمه الله وروينا عن وهب بن منبه أنه قرأ هذه الآية وهو يومئذ ببيت المقدس فقال ها هنا الساهرة يعني بيت المقدس وروينا عن بن عباس موقوفا ومرفوعا ما دل على أن الشام أرض المحشر وقال الفراء الساهرة وجه الأرض كأنها سميت بهذا الاسم لأن فيه الحيوان نومهم وسهرهم وروى بإسناده عن بن عباس قال الساهرة الأرض