فإن قيل قد قال وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين قيل وقد قال إن الأبرار لفي نعيم 13 والفاسق المؤمن بر بإيمانه فإن قيل ليس برا مطلقا قيل وكذلك ليس بفاجر مطلقا فإن قيل فجوره أحبط إيمانه قيل ليس الفصل بين هذا القول وبين من يقول من المرجئة أن إيمانه أحبط فجوره فدل أنه أراد بالفجار الذين قابل بينهم وبين الأبرار الكفار لأن رأس البر الإيمان وكذلك رأس الفجور الكفر والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه قوله الله عز وجل إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا وقوله « لا أضيع عمل عامل منكم » وقوله « إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما » وقوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره وقوله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وقوله فالذين آمنوا منكم وانفقوا لهم أجر كبير وقوله وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات وقوله هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فهذه الآيات وما ورد منها في معناها كلها تدل على أن الله تعالى لا يضيع