ثنا أبو داود حدثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن سليمان التيمي عن أبي مجلز لاحق بن حميد فذكره وقد روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت إسناده قال البيهقي رحمه الله وبلغني عن أبي سليمان الخطابي البستي رحمه الله أنه قال القرآن كله بمنزلة الكلمة الواحدة وما تقدم نزوله وما تأخر في وجوب العمل به سواء ما لم يقع بين الأول والآخر منافاة ولو جمع بين قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وبين قوله ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهم خالدا فيها والحق به قوله لمن يشاء لم يكن متناقضا فشرط المشيئة قائم في الذنوب كلها ما عدا الشرك وأيضا فإن قوله فجزاءه جهنم يحتمل أن يكون معناه فجزاءه جهنم إن جازاه الله ولم يعف عنه فالآية الأولى خبر لا يقع فيه الخلف والآية الأخرى وعد يرجى فيه العفو والله أعلم 298 أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال سمعت عمر بن محمد الوكيل يقول حدثني معاذ بن المثنى ثنا سوار بن عبد الله ثنا الأصمعي قال جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن أبي العلاء فقال له يا أبا عمرو الله يخلف وعده قال لن يخلف الله وعده قال عمرو فقد قال قال أين فذكر آية وعيد لم يحفظها عمرو فقال أبو عمرو من العجمة أتيت الوعد غير الإيعاد ثم أنشد أبو عمرو :
وإني وإن أوعدته أو وعدته * سأخلف إيعادي وأنجز موعدي قال البيهقي رحمه الله فإن قيل فقد قال الله سبحانه :
ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها قيل هكذا نقول الحدود اسم جمع وإنما يصير متعديا لحدود الله تعالى اجمع بترك الإيمان وتارك الإيمان يخلد في النار