والظلم بآيات الله الاستهزاء بها وترك الإذعان لها وقال في آية في جهنم خالدون إلى أن قال ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون وقال في آية فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية وهذا الوعيد بالإطلاق لا يكون إلا للكفار فإذا جمع بينه وبين قوله وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها ثبت أن الكفار يسألون عن كل ما خالفوا به الحق من أصل الدين وفروعه إذ لو لم يسألوا عما وافقوا فيه أصل تدينهم من ضروب تعاطيهم ولم يحاسبوا بها لم يعتد بها في الوزن أيضا وإذا كانت موزونة في وقت الوزن دل ذلك على أنهم يحاسبون بها في موقف الحساب والله أعلم وهذا على قول من قال في الكفار انهم مخاطبون بالشرائع وهو الصحيح لأن الله عز وجل يقول فويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة فتوعدهم على منع الزكاة وأخبر عن المجرمين أنهم يقال لهم ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فبان بهذا أن المشركين مخاطبون بالإيمان بالبعث وبإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأنهم مسؤولون عنها مخاطبون بها مجزون على ما أخلوا به منها والله أعلم واختلفوا في كيفية الوزن فذهب ذاهبون إلى أن الكافر قد يكون منه صلة الأرحام ومواساة الناس ورحمة الضعيف وإغاثة اللهفان والدفع عن المظلوم وعتق المملوك ونحوها مما لو كانت من المسلم لكانت برا وطاعة