فمن كان له أمثال هذه الخيرات من الكفار فإنها تجمع وتوضع في ميزانه لأن الله تعالى قال فلا تظلم نفس شيئا فتأخذ من ميزانه شيئا غير أن الكفر إذا قابلها رجح بها وقد حرم الله الجنة على الكفار فجزاء خيراته أن يخفف عنه العذاب فيعذب عذابا دون عذاب كفار كأنه لم يصنع شيئا من هذه الخيرات ومن قال بهذا احتج بما 279 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد أنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال أبو الوليد وأنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قالا ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحفظك ويغضب لك قال نعم هو في ضحضاح من النار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ورواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة ورواه مسلم عن محمد بن أبي بكر وبن أبي الشوارب قال البيهقي رحمه الله وذهب ذاهبون إلى أن خيرات الكافر لا توزن ليجزي بها بتخفيف العذاب عنه وإنما توزن قطعا لحجته حتى إذا قابلها الكفر رجح بها وأحبطها أولا توزن أصلا ولكن يوضع كفره أو كفره وسائر سيئاته في إحدى كفتيه ثم يقال له هل لك من طاعة نضعها في الكفة الأخرى فلا يجدها فيتثاقل الميزان فترتفع الكفة الفارغة وتبقى الكفة المشغولة فذلك خفة ميزانه فأما خيراته فإنها لا تحسب بشيء منها مع الكفر قال الله عز وجل