لأن من يريد الشيء على ما لا يكون خلافه فحكيم ومن أراد أن يكون الشتم موجودا في الوقت الذي لم يزل به عالما أنه يكون فيه موجودا فحكيم لأنه أراد الشيء في الوقت الذي كان يكون فيه ومن أراد أن لا يكون مغلوبا مقهورا مكروها على كون ما لا يريد فحكيم والكلام في هذا يطول فإن قيل ما تقولون في استطاعة العبد قيل نقول هي قدرته وهي مع فعل العبد وهي توفيق من الله تعالى للطاعة وخذلان منه في المعصية قال الله عز وجل « فضلوا فلا يستطيعون سبيلا » وقد كانوا لسبيل الباطل مستطيعين فدل على أنه نفي عنهم استطاعة الحق لأنهم لم يكونوا فاعلين له وقال مخبرا عن صاحب موسى عليه السلام أنه قال « إنك لن تستطيع معي صبرا » فنفى عنه استطاعة الصبر حين أراد أن ينفي عنه الصبر وقال النبي صلى الله عليه وسلم كل ميسر لما خلق له فدل انه في حال كسبه ميسر وتيسيره قدرته ولأن المسلمين يقولون إنه لا يستطيع الخير إلا بالله وهو قبل كونه ليس بخير فدل على أن استطاعتهم تكون معه ولأن الاستطاعة سبب للفعل يوجد بوجودها ويعدم بعدمها فجرت مع الكسب مجرى العلة مع المعلول ولا يصح تقدم العلة على المعلول فلا يصح تقدم الاستطاعة على الكسب 191 أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا علي بن حكيم الأودي أنا شريك عن يحيى بن سعيد وعاصم عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت فقدت النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعته فانتهى إلى المقابر فقال السلام عليكم ديار قوم